نشرمعهد بروكنجز تقريرا يتناول المشهد المصري يذكر فيه أن التاريخ الذي سيكتب عن أحداث هذه الفترة. بدأ التقرير بإعلان الرئيس مرسي الدستوري في نوفمبر الذي وضعه لحماية الديمقراطية، وتلك المعارضة التي نست تماما اعتقادها بأنه من غير العادل لرئيس ألا يمتلك أية ضوابط أو توازنات؛ ناهيك عن أن الرئيس مرسي كان من السهل عليه العمل مع المعارضة لتنفيذ إجراءات ثورية، بدلا من فرضدستور ببساطة في غضون أيام قليلة.
وأشار التقرير إلى أن ذلك التاريخ الذي سيكتب أن المعارضة اتهمت بالبلطجة، وبأنهم عملاء تم تمويلهم لإحداث عنف وتخريب في البلاد، ولكن دون ذكر حقيقة أن مؤيدي الرئيس هم من نزلوا ضد احتجاج سلمي أمام القصر الرئاسي، متسببين في إحداث اشتباكات أودت بحياة 8 أشخاص.
يضيف التقرير أن الأحداث ستكتب عن الأزمة بين المصريين التي تم تحويلها إلى معركة ضد الإسلام، وستكتب عن الاستقطاب الواضح والتمييز حتى في الموت.
وعلق التقريرقائلا إن تلك الصور هي التي سيسجلها مؤيدو الرئيس، وستعلن سجلات الأحداث، مع ذلك، أن المعارضة شنت هجوما لا يصدق ضد الرئاسة، وأنهم توحدوا تحت اسم الجبهة الوطنية للإنقاذ. لكن لن تشير تلك السجلات -بحسب التقرير- إلى أن هذه "الجبهة الموحدة" انقسمت، حين شملت أتباع حمدين والبرادعي، ولكنها لم تشتمل على عبد المنعم أبو الفتوح.
ولن يذكر التاريخ أنه حين دعا الرئيس إلى حوار وطني، ضيعت الرموز الهامة من المعارضة فرصة عظيمة ليبينوا للشعب المصري أنهم أرادوا حقا إنهاء الأزمة. يقر كاتب المقال إتشإيه هيلر المحلل السابق بمعهد "بروكنجز" بأن الحكومة اتهمت المعارضة بالعمالة، ولكنه يرى أن هذا كان سببا كافيا للمشاركة في الحوار، نفيا لتلك التهمة عنهم على الأقل.
يشير هيللر إلى أن التاريخ سيذكر أن المعارضة لم تستطع حتى التوصل إلى قرار موحد وحاسم حين أصر الرئيس مرسي على إجراء الاستفتاء في موعده، حيث لم تحدد المعارضة موقفها لعدة أيام عما إذا كانوا سيلجؤون إلى المقاطعة -وهي ما لا تعد أداة سياسية فعالة في مصر- أو أنيصوتوا بالرفض، موضحا بأن هذه ليست هي القيادة الحاسمة التي تحتاجها أية قوى سياسية، خاصة في وقت الأزمات.
كما يعلق على موقف المعارضة الذي سيسجله التاريخ بأنه حين اشتد خطابها في شوارع مصر، مما أدى إلى حرق مقرات الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والاعتداء عليها، لم تستطع المعارضة إيقاف الأمر. لم يكن هذا ناتجا عن عدم المحاولة، بل كان دليلا واضحا على افتقاد القيادة والقدرة على التوجيه.
ويختتم هيللر تقريره بالإشارة إلى أن كتب التاريخ تلك ستحوي قصص الرجال والنساء، الشباب والشيوخ، الفقراء والأغنياء، الذي رفضوا الانجرار وراء الاستقطاب، وأصروا على الوحدة ومواصلة كفاحهم لتكون مصر أكثر عدلا وحرية. أولئك هم من ستتذكرهم كتب التاريخ، أولئك هم الثوار المصريون الذين قاموا بثورة 25 يناير، التي لم تنته بعد.