اعترف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي بأن الانتخابات البرلمانية التي أجريت الاسبوع الماضي شهدت عمليات تلاعب، لكنه قال انها لن تؤثر على نتائجها النهائية. وقال المالكي في اجتماع لمجلس الامن الوطني حضره وزيرا الدفاع والامن الوطني وقادة الاجهزة الامنية "وقعت تلاعبات ولكنها لا ترقى الى عملية قلب النتائج الانتخابية". وجاءت تصريحات المالكي في وقت نجح فيه ائتلافه "دولة القانون" في تحقيق تقدم في نتائج فرز الأصوات. وأشارت عمليات فرز 63% من أصوات الناخبين بأن قائمة المالكي سجلت تقدما مريحا على القوائم المنافسة في محافظتي كربلاء والبصرة ذات الغالبية الشيعية بعد يوم واحد من تقدمها في خمس محافظات من أصل 18 محافظة عراقية. وتشهد قائمة المالكي منافسة قوية مع القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي التي حققت تقدما في محافظات صلاح الدين وديالى والأنبار ونينوى وكركوك. بينما سجلت قائمة الحكيم تقدما في محافظات ميسان والقادسية وذي قار وبفارق بسيط عن ائتلاف دولة القانون. أما التحالف الكردستاني فتصدر القوائم المنافسة في محافظتي أربيل ودهوك. وتمثل النتائج المبكرة أصوات أكثر من ثلاثة ملايين من بين 12 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم، ومن غير المتوقع ظهور النتائج النهائية قبل أسابيع. في السياق نفسه، حذرت كتل برلمانية من وقوع عمليات تزوير وتلاعب في العديد من المناطق، وحملت هذه الكتل الحكومة اضافة الى مفوضية الانتخابات المسؤولية عما حدث وطالبت مفوضية الانتخابات والمنظمات العالمية التي اشتركت بمراقبة الانتخابات بالتدخل والتحقيق في الامر. وكانت اخر هذه الشكاوي ما صدر عن القائمة العراقية التي يراسها رئيس الحكومة السابق اياد علاوي والتي طالبت المفوضية في بيان بالكشف عن الملايين من بطاقات الانتخاب التي طبعت ولم تستخدم في الانتخابات. وقالت القائمة العراقية ان مفوضية الانتخابات أعدت قرابة 26 مليون ورقة اقتراع لم يستخدم منها في الانتخابات الا 12 مليون ورقة. من جانبه، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن الكتل الخمس الأساسية التي خاضت ثلاثة انتخابات في العراق هي التي ستشكل الحكومة المقبلة. وقال زيباري "هذا لا يعني إهمال الآخرين أو عدم الاعتراف بالاستحقاق الانتخابي لأي جهة، ويمكن مشاركة القوائم الأخرى أيضاً مثل جبهة التوافق والقائمة العراقية". على الجانب الميداني، أعلنت مصادر امنية واخرى طبية عراقية مقتل سبعة اشخاص واصابة 29 اخرين أمس في تفجير مزدوج قام نفذه انتحاري يرتدي حزاما ناسفا وسيارة مفخخة استهدفا تجمعا للعمال وسط مدينة الفلوجة. وقال مدير الشرطة في الفلوجة إن "سبعة اشخاص قتلوا واصيب 29 آخرون بجروح في تفجيرين، احدهما بحزام ناسف، وسط تجمع للعمال". واوضح ان "الانتحاري ترجل من السيارة وتوجه نحو نقطة للجيش، لكنه فجر نفسه وسط العمال القريبين من المكان، وتبع ذلك انفجار سيارته بعد لحظات".ويعد هذا الانفجار الهجوم الخطير الأول منذ الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد قبل نحو أسبوع.