إدارة مصر وصلت على يده إلى هذا الدَّرْك الأسفل من العشوائية والارتجال، ولا يفهم الدكتور مرسى الفارق بين إدارة شؤون عائلة وإدارة شؤون بلد.
قرارات فى منتصف الليل، وقرارات متعجلة غير مدروسة بائسة وفاشلة، ثم التراجع عنها فى ارتباك وخيبة..
عن إدارة مرسى أتحدث.
إلغاء أو تعطيل لرفع الأسعار والضرائب بينما تصميم على استفتاء شائه مشوَّه ودستور خَرِب وتخريبى..
عن البلطجة السياسية أقول.
ما فعله مع قراراته الجمهورية الأخيرة برفع قيمة الضرائب والأسعار فضيحة مركبة.
أولا: أصدرها بتاريخ سابق على إلغاء إعلانه الوهمى الأخير حتى تكتسب الحصانة ولا يتم الطعن عليها.
ثانيا: أعلنها فى توقيت مضحك لأى سياسى، فلو كان المرسى له فيها، ولو كان تابعه قنديل يعرف ألف باء سياسة، ما كانا قد أصدرا هذه القرارات فى توقيت يبوس مرسى فيه يد الشعب حتى يصوّت له ب«نعم» على دستوره المختل.
ثالثا: أعلن هذه القرارات فى لحظة غليان سياسى ضد الرجل وسياساته -إذا كنت ستسميها سياسات وإذا كان مسؤولا عنها- وهو ما يعطى دفقة إضافية للغليان ويزوده بالحطب بنفسه، دليل تفكيره الثاقب وقدراته السياسية الفذّة!
رابعا: تراجَع عن القرارات بطريقة بلدى ومكشوفة بعد أن أعلنت جبهة الإنقاذ عنوان مظاهراتها ضد الاستفتاء والغلاء فطرقعت رُكَب جماعة الإخوان وأمروه بإلغائها.
خامسا: جاء التراجع مشوّشًا وبليدا ومفهوما جدا أنه مؤقت وأنه تجميد وليس إلغاء، وأنه قد فعل فعلته خلاص فى السوق.
سادسا: لم يعد أحد سيصدق مرسى حينما يدّعى زعمًا هو ومنافقوه أنه طلب التراجع بناء على عقله وقراره، فالمؤكد أن قرار رفع الأسعار صدر منذ أيام، بينما تراجع مرسى بعد نصف يوم عقب إعلانه، مما يكشف أن القصة كلها مش من دماغه.
سابعا: ومين قالك يا دكتور إن الشعب عبيط وسيطمئن إلى أن رفع الأسعار انتهى، وليس خديعة من رئيسه حتى تمر فترة الاستفتاء، ثم يتم تفعيل القرارات واحدة واحدة وعلى مراحل أو دفعة واحدة كما جرى، ثم إن أثر القرارات قلب السوق وأظهر النية واضحة والخطة كاملة وصار الكل كاشفا اتجاه طريقك.
يبقى أن القرارات نفسها إفلاس من مرسى وجماعته وحكومته وعودة إلى سياسة الجباية وفرض الضرائب والمكوس على الشعب، كأننا فى عهد المماليك الذين كلما فرغت خزائنهم نزلوا على أم الشعب ضرائب ورسوما ومكوسا مصًّا لدمائهم وعجزا عن أى حل آخر.
مرسى وجماعته الفاشلة وحكومته الخائبة لا يملكون إلا سياسة القروض والسّلف ورفع الأسعار والضرائب!
مرسى بسياسته يقود البلد نحو الهاوية، لكن المدهش أن الإخوان والسلفيين يهللون للرجل مؤيدين
وداعمينومدافعين ومحاربين بينما هم أول الضحايا... وآخر من يتم إنقاذهم!