«تغيير مثير للمعادلة السياسية فى مصر».. «دليل قوى على رفض قطاع كبير إعلان الرئيس محمد مرسى ودستوره».. تلك كانت أبرز التعليقات التى تناقلتها الصحافة العالمية حول المظاهرات الحاشدة التى حاصرت قصر الرئاسة وأجبرت الرئيس على الفرار. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز الأمريكية» إن خروج عشرات الآلاف للاحتجاج على مسودة الدستور الجديد كانت بمثابة دليل قوى على رفض قطاعات كبيرة من الشعب للإعلان الدستورى الذى أصدره مرسى ومنْحة فيه نفسه صلاحيات واسعة، ومسودة الدستور الذى قدمته جمعية تأسيسية أغلبيتها من أحزاب التيار الإسلامى.
وتابعت الصحيفة بقولها «الأقوى أن المظاهرات لم تكن فى (الاتحادية) وحدها بل انتشرت فى التحرير والإسكندرية والسويس وعدد كبير من المدن المصرية»، مشيرة إلى أن منظر خروج موكب الرئيس وسط هتافات المحتجين كان مدعاة لسخرية العديد، ويؤثر بصورة كبيرة على شرعيته.
واستمرت «نيويورك تايمز» بقولها «رغم أن أنصار مرسى يرون أن الدستور الجديد لا يرسخ للدولة الدينية لكن خصومه ما زالوا يرون أنه يحتوى ثغرات كبيرة تؤثر على الحريات الفردية، ويمنح للسلطات الدينية نفوذًا فى الحياة السياسية الجديدة».
وفى تقرير آخر أشارت الصحيفة إلى أن «المواطن الصحفى» كان هو البطل فى مظاهرات الاتحادية، حيث نقل عدد كبير من المتظاهرين لقطات الفيديو سواء لاحتكاكهم مع قوات الأمن وانسحابها من أمامهم ورفضها الاشتباك مع المحتجين، أو موكب مرسى الذى فر خارج القصر، التى تم تناقلها على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر» ومنها إلى القنوات الفضائية.
من جانبها، قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية إن احتجاجات الاتحادية ستشكل ضغطا قويا على الرئيس مرسى، وقد تدفعه للتراجع عن إعلانه الدستورى وعن الاستفتاء الذى دعا الناخبين له يوم 15 ديسمبر الجارى.
وتابعت بقولها «هتافات الجماهير من أمام القصر الرئاسى علامة على أن البلاد التى ما زالت تعيش فى تقلبات سياسية متفاقمة باتت تملك معارضة موحدة».
«كسر لغرور مرسى وجماعته».. هكذا وصفت صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية تظاهرات قصر الاتحادية، وإجبارها الرئيس على الفرار ليلا، مشيرة إلى أن أنها «أثبتت أن المعارضة أثبتت أنها قوية وقادرة على الحشد لا كما يشكك أنصار التيار الإسلامى من مؤيدى الرئيس».
أما صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية قالت إن كسر وتحطيم المتظاهرين للأسلاك الشائكة كانت رسالة بأن العصا الأمنية لن تكون مجدية مستقبليا للتعامل مع المعارضة، وأن على النظام الجديد أن يتعامل بآليات أخرى تعتمد على التوافق والتعاون والحوار.
ونقلت الصحيفة تصريحات عن إيليا زروان، الزميل فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية قال فيها: «الأزمة أن ينتقل تأثير المشكلة الآن إلى الاقتصاد، وأخشى من أن الاضطرابات الاقتصادية ستسير جنبا إلى جنب مع الأجواء السياسية المتقلبة، التى يمكن أن تتجمع لتشمل اضطرابات خطيرة جدا وطوفانًا قد يأتى على الأخضر واليابس فى مصر».
وقالت كذلك صحيفة «الفايننشيال تايمز» البريطانية إن «المعارضة أظهرت أنها موحدة بصورة كافية فى مظاهرات الاتحادية».
وتابعت الصحيفة بقولها «المعارضة استفادت من إجراءات مرسى الاستبدادية لتثبت أن لديها قوة قادرة على البقاء فى الحياة السياسية المصرية، ولديها وسائل ضغط فاعلة لحث الرئيس على التراجع عن قراراته السابقة سواء فى الإعلان الدستورى أو الدعوة للاستفتاء».
ونقلت الصحيفة عن ميريت مبروك، الباحثة فى معهد بروكنجز للسلام، تصريحات قالت فيها: «مرسى هو من أدى إلى توحيد المعارضة وخروجها فى تظاهرات حاشدة، حيث جعل كل من كان خائفا ولا يود أن يتورط فى العملية السياسية برمتها يخرج رافضًا قراراته».
كما طرحت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية تساؤلا حول إذا ما كانت أوراق اللعبة السياسية قد انفرطت من يد الرئيس محمد مرسى، بعدما حاصر المحتجون قصر الاتحادية، والتى أشارت إلى أنها قد تجبر الرئيس على التراجع عن الإعلان الدستورى ومسودة الدستور التى لا تحظى بتوافق الجميع.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعارضة فى مصر نجحت فى خلق نوع من التوازن مع التيار الإسلامى من إخوان وسلفيين، الذى كان يشعر بأنه يحظى بأغلبية وتأييد الشارع المصرى، عقب فوزه بأغلبية البرلمان وبالرئاسة.
