طالب فنانون ومنتجون مصريون وأتراك بضرورة إنتاج عمل سينمائي مشترك بين مصر وتركيا لتوثيق التاريخ المشترك بين البلدين، ويكون بمثابة تجسيد لعمق العلاقات بين الشعبين. جاء ذلك في ندوة بعنوان "السينما التركية والمشاهد العربي" عقدتها إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 35، بالتعاون مع مركز يونس إمرة للثقافة التركية اليوم الثلاثاء. وشارك في هذه الندوة النجمة التركية هوليا كوتشيد، والمنتج المصري صفوت غطاس، وكاتب السيناريو المصري ناصر عبد الرحمن، والموزع السينمائي التركي محمد أنس، وأدار الندوة الكاتبة الصحفية ناهد صلاح. وركّزت الندوة علي أربعة محاور هي السينما التركية بين الهوية والتجديد، والإنتاج المشترك، والدبلجة، ونظرة تاريخية علي التجارب المشتركة. وافتتح الندوة السفير التركي بالقاهرة حسين عوني، الذي شدد على عمق العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن المشتركات الثقافية بين الأتراك والمصريين تؤهلهم لتقوية أواصر تلك العلاقات من خلال أعمال سينمائية وفنية مشتركة. وقال عوني إنه "ستجري خلال الأيام القادمة تنظيم فعاليات ثقافية سينمائية لتعريف الشعب المصري بتاريخ تلك العلاقات، حيث تم إنتاج عدد من الأعمال المشتركة خلال فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والتي قام ببطولتها الفنان المصري فريد شوقي وشاركته البطولة النجمة التركية هوليا كوتشيد"، مضيفًا أنه مع تطور الأدوات السينمائي حاليا بالنسبة للبلدين فالأجواء مؤهلة لتحقيق ذلك. وأعربت النجمة التركية هوليا كوتشيد عن سعادتها بالمشاركة في الدورة ال 35 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مشيرة إلى أن تنظيم الفعاليات السينمائية أمر جيد لتوحيد الصفوف بين أفراد الشعب الواحد، حيث إن السينما من شأنها خلق التواصل بين الجمهور من خلال المشاعر المشتركة التي تخلقها الأفلام السينمائية بين المشاهدين في دور العرض السينمائي. وتذكرت كوتشيد المواقف والذكريات التي جمعتها بالفنان الراحل فريد شوقي أثناء تصويرها لعدد من الأفلام السينمائية في فترة السبعينيات، مؤكدة على مدى حرصه والتزامه وإجادته للأدوار، مما انعكس بقوة على الإيرادات التي حصدتها هذه الأعمال وخاصة في تركيا. وقد دخلت الممثلة التركية هوليا كوتشيد عالم السينما عام 1963 وفاز فيلمها الأول "صيف جاف" بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، كما حصلت على لقب "فنانة الدولة التركية" عام 1991 بالإضافة إلى جوائز عدة من مهرجانات دولية، وبلغ عدد الأفلام التي شاركت فيها 180 فيلمًا. وكشف المنتج السينمائي صفوت غطاس عن عمل سينمائي ضخم يتم إعداده حاليا بين منتجين من مصر وتركيا، يقوم بأدوار البطولة فيه ممثلون مصريون وأتراك، لكنه لم يعط مزيدًا من التفاصيل. ويأمل غطاس في أن تشهد الفترة المقبلة تبادلاً للخبرات الفنية والتقنية بين البلدين، وخاصة أن مستوى الأفلام السينمائية التركية شهد تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، الأمر الذي جعلها تحصد عددًا من الجوائز في مهرجانات السينما على مستوى العالم. وقال كاتب السيناريو المصري ناصر عبد الرحمن، إنه يعكف حاليًا على كتابة فيلم سينمائي تاريخي تجري أحداثه بين مصر وتركيا، ويحكي قصة العمال المصريين الذي قام السلطان سليم الأول في القرن السادس عشر بترحيل العمال المهرة والحرفيين إلى الأستانة (إسطنبول) لبناء الدولة هناك، ويرصد الفيلم عودة هؤلاء العمال مرة أخرى إلى مصر ومطالبتهم بالعيش فيها كمصريين. ولفت الموزع السينمائي التركي محمد أنس إلى أنه يعمل الآن على دبلجة (تعريب) عدد من الأفلام التركية باللهجة المصرية. وشهدت الفترة من الخمسينيات إلى السبعينيات تجارب تعاون سينمائية مشتركة بين البلدين من أشهرها أفلام "مغامرات في إسطنبول"، و"عثمان الجبار"، و"شيطان البوسفور"، و"حسن الأناضول"، و"الحسناء والوحش"، و"رجل لا يعرف الخوف"، حيث شهدت تلك الأفلام شعبية كبيرة بين الجمهور التركي في ذلك الوقت وقام ببطولتها الفنان المصري فريد شوقي.