«المحلة منين يا سمنودي» أحد أشهر الأغاني للمطربة الراحلة داليدا التي ذكرت فيها مدينة سمنود التي تنتمي لمحافظة الغربية بل إنها آخر مدن المحافظة التي تفصلها عن محافظة الدقهلية عن طريق كوبري أجا، رغم عراقة مدينة سمنود سواء في العصور القديمة أو الحديثة فإنها مازالت تعاني إهمال المسئولين خاصة في المرافق، فلا مياه شرب نظيف ولاخطوط صرف صحي آدمية، بالإضافة إلي حالة الطرق الرديئة بعد أن ذابت الطبقة الأسفلتية خاصة طريق سمنود - الناصرية الذي دفع السائقين إلي الإضراب عن العمل بسبب انسداد الطريق بعمليات الحفر بحجة إصلاحه والتي استمرت أكثر من عام يأس الأهالي فيه من أي إصلاح. أهالي سمنود بصفة عامة يفضلون الهدوء والاستقرار فلا نري أي احتجاجات منذ الوقفة الاحتجاجية الأخيرة في فبراير 2008 التي نظمتها القوي السياسية أمام مجلس المدينة والتي لم تضم سوي 20 متظاهراً، حتي إن الأهالي لم يحتجوا علي إلغاء سوق الأربعاء التي اشتهرت بها المدينة، أو الآثار الفرعونية التي تم اكتشافها بالصدفة عند الحفر في فناء المستشفي العام فما كان من المسئولين إلا أن استكملوا البناء علي أنقاض تلك الآثار ضاربين عرض الحائط بعراقة حضارة المدينة وحاضرها المنكوب ومستقبلها الذي اختفت ملامحه، ورغم ذلك الطبع المتأصل عند السمنودية فإن عمال وبريات سمنود للملابس الجاهزة كانوا دائماً يضعون المدنية في مقدمة الأحداث بعد احتجاجاتهم المتتالية التي توقفت بوفاة رئيس نقابتهم محمد حسن منذ أشهر، ورغم إطلاق المثل الشهير «عاشر يهودي ولا تعاشر سمنودي» دلالة علي صعوبة التعامل مع السمنودية لأسباب فسرها البعض بأنها ترمز علي الخبث والأنانية، إلا أن المواطن السمنودي يحمل الكثير من الطيبة والشهامة والجدعنة التي يفتقدها الكثير في تلك الأيام. وتشتهر سمنود بصناعة الفخار حتي إن منطقة كاملة بها تسمي «عزبة الفواخير» تمتلئ بعشرات الورش المصنوعة من الطوب اللبن والقش، بالإضافة إلي زراعة الكتان خاصة بقرية شبرا ملس، ويفضل شباب القري التي تتبعها الهجرة إلي البلدان الأوروبية ومن تلك القري كفرحسان والثعبانية التي لقي بعض شبابها مصرعهم غرقاً في بعض حوادث الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلي قرية ميت بدر حلاوة، والمسمي بها أحد شوارع فرنسا، وتعتبر الآن من أغني قري المحافظة والدلتا علي الإطلاق. ومدينة سمنود تقع علي فرع دمياط ومن أقدم مدن الغربية حيث إنها كانت عاصمة مصر إبان الأسرة الثالثة في عهد الفراعنة بل إن «مانيتون» الذي يرجع إليه الفضل في تقسيم العصر القديم إلي 30 أسرة قد نشأ وعاش بها، وهو ما تدل عليه الآثار الفرعونية التي يكتظ بها معبد سمنود خلف المستشفي العام، أو معبد بهبيت الحجارة وآثار قرية أبو صير، وكان لأهالي سمنود دور باسل في التصدي للحملة الفرنسية وكانت عاصمة الغربية في فترة من الفترات، وتشرفت مدينة سمنود بأن تكون إحدي محطات رحلة العائلة المقدسة بعد أن مرت بها السيدة العذراء ومعها ابنها عيسي عليه السلام وهناك كنيسة القديس أبانوب التي تحوي الماجور الذي عجنت فيه السيدة مريم والبئر المقدسة التي باركها عيسي المسيح، ومن الآثار الإسلامية مسجد التوحيد ومسجد المتولي ومئذنة المسجد الكبير بكفر حسان والتي أنشأها محمد بك جبر قاسم 1858، كما أنها تزخر بالعديد من الشخصيات التاريخية والمعاصرة ومنهم مصطفي النحاس - رئيس وزراء مصر الأسبق- والدكتور أحمد أبو إسماعيل - وزير المالية الأسبق- والدكتور نصر الدين فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق وجلال دويدار رئيس تحرير جريدة الأخبار السابق والفنانون أمينة رزق وسهير المرشدي وعبد المنعم إبراهيم.