رغم معاناة المواطنين في مختلف أنحاء مصر من ارتفاع أسعار اللحوم البلدية التي وصل سعر الكيلو منها إلي نحو 100 جنيه في بعض المناطق، فإن الأمر مختلف في قرية «العزيزية» أو العجزية كما يعتاد العامة أن ينطقوها، وهي من أهم قري مركز سمنود بمحافظة الغربية، وتشتهر بانتشار محلات الجزارة بصورة لافتة مما يؤدي في النهاية إلي زيادة المعروض من اللحوم ومن ثم تبقي الأسعار منخفضة رغم أزمة اللحوم. اشتهار العزيزية ببيع اللحوم جعلها منبرا لأهالي مدن وقري المحافظة المجاورة للقرية، حيث يتوافد المئات علي القرية يوميا لشراء احتياجاتهم من اللحوم، ولذلك فإن القرية تكتظ بالمواطنين يومي الخميس والجمعة تحديداً، إلا أنه رغم ذلك يدرك أهالي القرية مدي خطورة تلك اللحوم، إذ أنها لا تخضع لأي رقابة من الجهات المعنية بالصحة والبيئة، وتكون اللحوم في أحيان كثيرة مجهولة المصدر، فهي لم تذبح في المجازر الحكومية المجهزة، بل يقوم الجزارون بذبح الماشية علي أطراف الترع وفي المنازل وأمام المحلات في غياب الرقابة من مديرية التموين بالمحافظة، والأكثر من ذلك قيام بعض الجزارين ببيع اللحوم المستوردة علي أنها لحوم بلدية، بالإضافة إلي ذبح الماشية المريضة دون علم المشتري. شيء آخر يميز قرية العزيزية وهو موقعها المتميز بين أكثر من مدينة، فهي ملتقي طرق متفرعة بين مدن المحلة الكبري وسمنود وزفتي وطنطا، ورغم ذلك فهي تعاني أشد المعاناة من الطرق غير المجهزة أو الممهدة لسير المركبات خاصة الطريق الذي يربطها مع سمنود، هذا بالإضافة إلي تدهور حالة المرافق بها خاصة الصرف الصحي. موقع قرية العزيزية المتميز كانت له أضراره أيضا، فهذا الموقع جعلها ملجئًا لتجار المخدرات بمختلف أنواعها، والذي أصبح بيعها يتم علنياً داخل القرية، خاصة مع انتشار عشرات المقاهي التي يتجمع عليها شباب العزب والقري المجاورة، وهو ما دفع أهالي القرية إلي المطالبة بتوفير نقطة أمنية أو دوريات للحد من تلك الظاهرة خصوصاً مع تكرار المشاجرات الدامية التي تستخدم فيها الأسلحة البيضاء، أو حالات الاختطاف والاغتصاب لعشرات الفتيات التي تحدث من الحين إلي الآخر والتي تتزايد معدلاتها مع مرور الوقت، وهو ما خلق حالة من الفزع والذعر المستمرة بين أهالي القرية، بجانب تزايد حالات السرقة بالإكراه واقتحام المحلات التجارية. بالإضافة إلي ذلك تتميز قرية العزيزية بامتلاك أسطول نقل بري ضخم من المقطورات التي شاركت في الإضراب العام الذي نظمه أصحاب المقطورات العام الماضي، ولذلك لا يستعجب أحد حينما يلاحظ انتشار ورش السيارات والمهن المصاحبة التي نشأت وازدهرت بعد انتشار المقطورات والدراجات، ورغم ما يميز القرية عن غيرها فهي اكتسبت بعض الصفات من القرية المجاورة وهي قرية شبرا ملس التابعة لمركز زفتي ولا يفصل القريتين سوي بعض المنازل، ورغم تلك الحدود المشتركة فإن هناك نوعاً من المنافسة بين القريتين أدت إلي وقوع مصادمات بين القريتين مرات عديدة أوقعت ضحايا ومصابين، حتي إن حادث الهجرة غير الشرعية الأخير الذي أدي إلي مصرع ثلاثة من أبناء قرية شبرا ملس بعد غرق أحد القوارب المتجه من رشيد إلي إيطاليا، لم يترك قرية العزيزية دون أن يصيبها بعد أن أصبح مصير أربعة من أبنائها مجهولا.