لا شك أن وصف الرئيس المصري محمد مرسي للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز بالصديق العظيم أغضب كل القوى السياسية، حتى إذا كان هذا الوصف «بروتوكوليا» أو «نمطيا» لكل خطابات تعيين السفراء الجدد. مستشارة رئيس الجمهورية، سكينة فؤاد، لم تقبل أن يكتب الرئيس المصري لرئيس الكيان الصهيونى، مثل هذه الجمل، التى تدعو لإسرائيل بحياة الرغد تحت أى مبرر.
فؤاد تساءلت «كيف يكتب مرسي خطاب لرئيس كيان يسفك الدماء الفلسطينية ويحتل أرضا طاهرة؟! وتحت أى مسمى؟!»، مؤكدة أنه لا يجوز أن يصف مرسى بيريز بالصديق ولا بالعزيز ولا بالعظيم.
وأشارت مستشارة مرسى ل«الدستور الأصلي» إلى أن الرئيس لم يستشرها بشأن الخطاب، لافتة إلى أن الصيغة التى كتب بها الخطاب تؤكد أن النظام الحالي هو امتداد لنظام مبارك.
الكاتبة الصحفية لفتت إلى أن آخر اجتماع جمع الرئيس بمستشاريه كان بعد «جمعة الحساب»، التى واجهْنا فيها الرئيسَ بما حدث فيها من اعتداءات تعرض لها المتظاهرون.
من جهته، كشف مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبد الله الأشعل، عن أن الخطابات المعروفة لاعتماد السفراء لا يوجد بها عبارات «صديقى العظيم»، وأن هذا «غزل» تمت إضافته من قبل الرئيس محمد مرسى، ربما في رغبة منه فى «تلطيف» العلاقة مع إسرائيل، مشيرا إلى أن تلك العبارات لا تهم إسرائيل، التى لا تطمئن حاليا لوجود نظام إسلامى فى مصر.
فى الوقت نفسه خالف مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير هانى خلاف، كلام الأشعل، مؤكدا أن الخطاب نمطي، يتم إرساله إلى رؤساء الدول عند اعتماد السفراء، وهو نمط صياغى موحد ولا خصوصية لإسرائيل فيه، وأضاف «حملت بنفسى خطابا إلى رئيس يوغسلافيا السابق سلوفدان ميلوسوفيتش، الذى كان يوصف فى ذلك الوقت بأنه مجرم حرب، وقد حمل نفس عبارات المودة، مما جعلنى أتعجب من عبارات المودة فى هذا الخطاب، ومن ثم يجب أن لا نحمّل الرئيس مرسى أكثر مما ينبغى».
خلاف قال إن الصيغة الحالية لخطابات اعتماد السفراء الجدد هى صيغة ركيكة، ويجب تعديلها لتكون أكثر تحررا، وأن تناسب الظروف التى يُكتب فيها الخطاب، ووفقا للعلاقات المصرية بالدولة الموفد إليها السفير، مشيرا إلى أن اللغة التى كُتب بها الخطاب هى لغة عربية تم صياغتها منذ الثلاثينيات، وتوارثها رؤساء مصر من العصر الملكى عندما انتقلت مصر من الملكية إلى الجمهورية.