الشعور بالامن احد حقوق المواطن ، لا منة من احد ، و هو واجب علي رجال الامن طبقا للقانون ، و اي تقصير فيه يتطلب محاكمة المقصرين ، و لا يجوز و لا يصح ابدا ان يكون تعامل رجال الامن قائم علي منطق " الامن مقابل الاهانة " ، و لا يجوز و لا يصح ابدا ان يكون قيام اجهزة الشرطة بعملها مشروط بأن يتقبل المواطن اهانة الكرامة ، هذا ما لن يرتضيه الشعب المصري مرة اخري ابدا ، فالشعب الذي ثار علي نظام فاسد و مستبد و ديكتاتوري ، نظام اهان كرامته سنوات طويلة ، لن يقبل ان يستبدله بنظام آخر ليس اقل استبدادا ، و منطق ان قيام الشرطة بواجبها القانوني و الوطني لابد ان يقابله استسلام من المواطن لاهانة كرامته امر لن يقبله احد و لن يمر مرور الكرام ابدا . اقول هذا الكلام بمناسبة عودة الشرطة الي الشارع ، و هي العودة التي وصفها وزير الداخلية بأنها تعدت نسبة السبعين في المائة ، و بصرف النظر عن النسب ، فإن الثابت ان الشرطة قد عادت الي الشارع بشكل افضل من السابق ، و لكن الثابت ايضا ان عودة الشرطة ارتبطت بتجاوزات لا تختلف كثيرا عن فترة ما قبل 25 يناير ، و ان الممارسات الحالية لجهاز الشرطة لا تقل ابدا عن ممارسات هذا الجهاز ايام النظام الساقط ، فشرطة احمد جمال الدين لازالت تستخدم نفس اساليب و طرق و ثقافة شرطة حبيب العادلي ، و قد كنت شاهدا بنفسي علي هذه الممارسات في محافظة القليوبية ، احتجاز و ضرب و تعذيب و اهانة و اقتحام للمنازل ليلا و تلفيق تهم و غيرها ، و كان مركز شرطة شبين القناطر " متميزا " للغاية في هذه الممارسات التي تحتقرالقانون و تنتهك حقوق الانسان ، و قد تواصلت لاكثر من مرة مع اللواء احمد جاد مدير امن القليوبية و تدخل بنفسه في اكثر من واقعة ، الا ان الثابت ان تعامل جهاز الشرطة لم يتغير ، و سياسية التخيير بين الامن و بين " الاهانة و التعذيب " ما زالت سارية ، و شكاوي المواطنين من هذه الممارسات يومية ، و اقتحام المنازل ليلا بلا " اذن من النيابة " يحدث بلا خجل . هذا في محافظة واحدة فما بالنا بباقي المحافظات التي سيكون هذا السيناريو مكررا فيها .
المهم ان الامر الآن لا يجب ان يمر مرور الكرام ، و لا يجب ان نقبل بهذه السياسة و لا بعودتها مرة اخري مهما كانت النتائج ، و لا يصح ان يقبل المصريون الذين دفعوا من دماء اشرف و انبل ابنائهم ثمنا لكرامتهم اي اهانة علي يد هذا الجهاز و لذلك المواجهة لابد ان تكون علي عدة مستويات :
اولا : لابد من الضغط من اجل تطهير وزارة الداخلية من رجال مبارك و حبيب العادلي ، و ان يصل الضغط الي الخروج في مظاهرات و اعتصامات سلمية امام اقسام الشرطة و مديريات الامن ، لنرفع شعار نستطيع ان نختصره في جملة واحدة " امن بلا اهانة " ، طهروا وزارة الداخلية اليوم و فورا .
ثانيا : لابد من ملاحقة كل الضباط و رجال الامن الذين يتورطون في اهانة المواطنه او تعذيبه بأي شكل ، ملاحقه قانونية ، ثم ضغوط سياسية مكثفة ، لا تتوقف الا باحالة هؤلاء الي المحاكمة .
ثالثا : لابد من موقف صريح وواضح من كل القوي السياسية في المجتمع المصري تعلن فيه بوضوح الرفض التام و الواضح لمنطق " الامن مقابل الاهانة " فلن يقبل الشعب المصري اي اهانة مرة اخري من اي مسئول ايا كانت وظيفته او موقعه .
ان الكرامة الانسانية هي احدي المطالب التي رفعها الشعب المصري في ثورته الخالدة التي اسقطت نظام الاستبداد ، ومواجهة التعذيب و الاهانة انتهاك كرامة المواطن جزء من الدفاع عن مباديء و اهداف ثورة 25 يناير ، تلك الثورة التي صنع ملحمتها البطولية شباب مصر املا في مستقبل افضل لشعب يرغب ان يعيش حاية تسودها الحرية و العدالة و الكرامة .
** آخر شكوي للسيد مدير امن القليوبية : محام يشكو من اهانة رئيس مباحث شبين القناطر له " شريف حاسم الدين " و منعه من اداء عمله فضلا عن سبه للثورة ، جاء هذا لان المحامي يسأل عن اقتحام الشرطة لمنزل احد موكليه و تحطيم محتوياته بعد منتصف الليل ، علما ان من قاما بهذا الفعل الآثم هما الضابطان " احمد عبد المنعم و احمد النادي " .. ننتظر نتائج التحقيق .