المراقبون الدوليون: الهجوم على التريمسة استهدف منشقين ومقاتلين من المعارضة.. ودمشق: لم نستخدم أسلحة ثقيلة الصليب الأحمر: ما يجري في سوريا "صراع داخلي مسلح"
بينما لا يزال الغبار يتكشف عن أحداث بلدة التريمسة في ريف محافظة حماة السورية، التي تسابقت القوى الغربية بقيادة الولاياتالمتحدة ودول عربية فضلا عن المعارضة السورية إلى وصفها ب"مجزرة" جديدة ارتكبها نظام الرئيس بشار الأسد بحق المدنيين، جاء مراقبو الأممالمتحدة في سوريا، ليؤكدوا بشكل كبير رواية النظام لما جرى في هذه البلدة، والتي تحدثت عن "عملية نوعية ناجحة استهدفت إرهابيين".
وقال متحدث باسم بعثة المراقبين في بيان صدر في وقت متأخر السبت، إن الهجوم الذي شنه الجيش السوري في التريمسة "استهدف بشكل رئيسي، على ما يبدو منازل يستخدمها منشقون عن الجيش وناشطين من المعارضة.
وقال المراقبون إنهم توصلوا إلى أن الهجوم الذي تعرضت له التريمسة "استهدف بشكل رئيسي مساكن معارضي النظام"، مضيفين أنهم عثروا على "برك دماء" في عدد من مساكن القرية، و"أنه يبدو أن الهجوم استهدف مساكن معينة تعود بشكل رئيسي الى منشقين عن الجيش وناشطين".
لكن وزارة الخارجية السورية نفت أمس (الأحد) بيان عنان حوال استخدام طائرات هليكوبتر ودبابات ونيران مدفعية في اشتباكات التريمسة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي للصحفيين في دمشق إن 37 مقاتلا ومدنيين اثنين قتلوا في التريمسة وليس أكثر من 100 كما يقول نشطاء المعارضة.
وقال مقدسي إن ما استخدمته القوات النظامية في الهجوم كان "عربات ناقلة للجنود ب.ام.ب وأسلحة خفيفة أكبرها آر بي جي"، مضيفا أن "هناك صورا مفبركة لكن لم تستخدم قوات جوية او دبابات" وأن "كل ما قيل عن استخدام اسلحة ثقيلة للهجوم على قرية مساحتها واحد كيلومتر مربع عار عن الصحة."
وتابع أن أحداث التريمسة "ليست مجرزة او هجوما من الجيش على مواطنين" بل "اشتباك بين الجيش وجماعات ارهابية مسلحة لا تؤمن بالحل السياسي".
مقدسي قال أيضا إن دمشق تسلمت مساء السبت رسالة من كوفي عنان حول بما حصل في التريمسة، "أقل ما توصف هذه الرسالة بأنها لم تستند على حقائق، ومتسرعة لأبعد الحدود."
أما التلفزيون الرسمي السوري فعرض اعترافات عدد ممن قال إن القوات الحكومية ألقت القبض عليهم في التريمسة وشاركوا في المواجهات مع القوات الحكومية في البلدة، وصورا تظهر كميات من الأسلحة والعتاد تقول القوات الحكومية إنها عثرت عليها مع المسلحين في التريمسة.
ما يحدث في سوريا وصفته اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأنه "صراع داخلي مسلح" وهي التسمية التي تطلق عادة على الحروب الأهلية، وهو ما يقول خبراء إنه ربما يساعد في إقامة دعاوى ارتكاب جرائم حرب مستقبلا.
من جانب آخر تواصل القوى الدولية مساعيها لإزاحة الأسد، حيث قال وزير خارجية أستراليا بوب كار الأحد إنه "يجب أن يرحل الرئيس الأسد وطريقة التخلص منه هو أن تمارس روسيا نفوذها على دمشق" بينما طالب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند روسيا بوقف ما وصفه ب "جهدها لعرقلة استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية".