كشفت مصادر أمريكية ل«الدستور الأصلي»، عن أن واشنطن ستقوم بإرسال مسؤول بارز إلى القاهرة بداية شهر يوليو المقبل للقاء الرئيس المنتخب محمد مرسى. المصادر لم تحدد اسم المسؤول أو موعد الزيارة بدقة لارتباطها بتسلم مرسى الرئاسة وأدائه اليمين. وفى مواجهة انتقادات تعالت فى العاصمة الأمريكية غالبا من الجمهوريين، متهمة الإدارة بأنها أخطأت و«تسرعت فى تأييد الإسلامى رئيسا لمصر» (حسب وصفهم)، قال جاى كارنى المتحدث باسم البيت الأبيض «نحن نتطلع للعمل مع الرئيس المنتخب مرسى والحكومة التى سيشكلها من أجل دفع كثير من المصالح المشتركة بين مصر والولايات المتحدة». وأضاف: «إننا نحكم على الأفراد والأحزاب التى تم انتخابها فى عملية ديمقراطية حسب أفعالها لا حسب ميولها الدينية».. و«أن التزامنا تجاه الثورة التى بدأت فى مصر هو تجاه عملية تؤدى إلى انتقال لديمقراطية تتميز بالشفافية».
وذكرت «واشنطن بوست» و«وكالة أسوشييتدبرس للأنباء»، نقلا عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الإدارة الأمريكية على استعداد أن ترسل مسؤولا كبيرا إلى القاهرة للقاء مرسى وأفراد حكومته، عندما يتم تشكيلها ويتم التأكد من أن «العسكرى» قام أو سيقوم بتسليم السلطة إلى الرئيس الجديد.
وذكر المسؤولون الأمريكيون أن الاعتراف الدبلوماسى الكامل برئيس المنتخب سيتم غالبا مع أداء مرسى اليمين. وقد تحدث المسؤولون دون الكشف عن هويتهم، لأن خطط أداء اليمين لم تكتمل ولم تعلن بعد. مع التأكيد أن الإدارة لم تعلن منذ البداية عن تفضيلها مرشحا دون الآخر. ومن ثم فإن الإدارة تراقب الموقف عن كثب وتتواصل مع أصحاب القرار وتقرر وتخطط على هذا الأساس.
«قد يبدو الرئيس المصرى المنتخب محمد مرسى للوهلة الأولى كابوسا لمصالح واشنطن فى المنطقة»، بهذه العبارة سلطت «واشنطن بوست» الأضواء فى تقرير لها من القاهرة على أساس أنه انتقد بشدة سياسات أمريكا فى الشرق الأوسط ووصف الإسرائيليين ب«طغاة»، وشكك فى أن إرهابيين قاموا بأحداث 11 سبتمبر. إلا أنه يوجد «تفاؤل حذر» لدى مسؤولى الإدارة (حسب وصف الصحيفة) بأن واشنطن تستطيع أن تبنى علاقة عمل قوية مع الرئيس الجديد. كما أن مساعدى مرسى أبدوا فى تصريحات للصحيفة الأمريكية استعدادهم للتعامل والتعاون فى تعزيز العلاقة. وكما تقول «واشنطن بوست» فإن أغلب الأمل مبنى على «البراجماتية».
وقال جهاد حداد الناطق باسم مرسى وأحد مستشاريه ل«بوست»: «إننا نتوقع علاقة استراتيجية قوية وسنعمل من أجلها»، مضيفا: «وهذه ستساعد لجسر الهوة التى توجد بين نظرة كل شعب إلى الآخر». حداد فى تصريحاته أيضا استبعد أن تكون د. فايزة أبو النجا فى الوزارة الجديدة وأنها (حسب توصيفه) «تعد رمزا لنظام مبارك الذى نكرهه بكل أشكاله».