انشغلت الصحف الأمريكية بتحليل العلاقة المرتقبة بين البلدين فى ظل رئاسة إخوانية وإمكانية تحول محمد مرسى إلى حليف للولايات المتحدة، كما اعتبرت أن هناك مهام ثقيلة تنتظره مع تشكيل حكومته الجديدة فى ظل بلاد منقسمة سياسياً ومنهكة اقتصادياً. للوهلة الأولى، بدا الرئيس المصرى المنتخب، محمد مرسى، وكأنه كابوس بالنسبة لمصالح واشنطن فى منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه حتى الآن أعرب مسئولون أمريكيون ومحللون عن تفاؤل حذر من أن واشنطن يمكنها أن تبنى علاقة عمل قوية مع السياسى الإخوانى، على حد قول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وأضافت: «الكثير من الأمل فى هذا المضمار يعتمد على مبدأ البراجماتية على الأقل فى المستقبل القريب». وأوضحت الصحيفة: «إن أى اعتراضات أيديولوجية على سياسة الولاياتالمتحدة من المرجح أن تقف عائقاً أمام حاجة مرسى لتحقيق الاستقرار فى مصر، وتحسين الاقتصاد المتخبط، وهو الأمر الذى يتطلب مساعدة واشنطن». ونقلت الصحيفة عن الخبير فى الشأن المصرى بمعهد بروكنجز بالدوحة، شادى حميد، الذى التقى بمرسى والعديد من قادة الإخوان فى الأشهر الأخيرة، قوله: «سيكون لواشنطن نفوذ لدى الإخوان لأن الجماعة تحتاج إلى الولاياتالمتحدة وأوروبا لتحقيق انتعاش اقتصادى على المدى الطويل فى مصر». وتابع: «سيحتاجون إلى مليارات الدولارات فى شكل قروض واستثمارات إذا أرادوا تحسين اقتصادهم». ونقلت الصحيفة عن جهاد الحداد، مستشار حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين، قوله: «إن مرسى بدأ بناء علاقات صحية مع المسئولين الأمريكيين». وأكد: «سنعمل فى اتجاه علاقة استراتيجية قوية مع واشنطن». وعلقت الصحيفة: «لا تزال هناك تساؤلات حول إمكانية الاعتماد على مرسى كحليف للولايات المتحدة، والأبرز فى هذا الأمر هو مدى صلاحياته، التى كبح جماحها جنرالات المجلس العسكرى، وإلى أى درجة سيكون مديناً بالفضل لقادة الإخوان السريين». وفى هذا الشأن قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إنه «رغم تقييد سلطات الرئيس الجديد فى مصر، فمن الخطأ أن نقلل من قدرته على التأثير فى التغيير السياسى فى الداخل والخارج». وأضافت: «تحتاج إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن تعرف بوضوح كيف ستؤثر سياسات مرسى على المصالح الحاسمة للولايات المتحدة». من جهة أخرى وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية جولة مرسى بمكتبه الجديد فى القصر الرئاسى بأنها «استراحة من الصراع على السلطة مع الجنرالات فى مصر، وتذوق، ولو للحظة واحدة، لانتصاره الانتخابى». واعتبرت أن مرسى «بدأ مهمة أكثر صعوبة فى تشكيل حكومة جديدة حيث يكمن التحدى فى العثور على مسئولين مؤهلين، وعلى استعداد للعمل فى حكومة بسلطات غير مؤكدة». فيما رأت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية أن مرسى بدأ مشاورات تشكيل الحكومة لتهدئة البلاد المنقسمة سياسياً والمنهكة اقتصادياً. والتقى مرسى مستشارين لمناقشة استراتيجيات تقوية يده ضد المجلس العسكرى الذى لا يزال يرتاب فى الميول الإسلامية للرئيس الجديد، على حد قول الصحيفة. وأوضحت أن الرئيس المنتخب «يواجه اختبارات محورية فى الأيام المقبلة لتوحيد البلاد». ونصحت الصحيفة الرئيس الجديد «باختيار مجلس وزراء يعكس التنوع السياسى فى مصر؛ ويعمل على خطة اقتصادية للتغلب على سنوات الفقر والفساد، ويستعيد صلاحياته من المجلس العسكرى من خلال التفاوض والضغط». وفى السياق ذاته اعتبرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية أن التحدى الأكبر بالنسبة لمرسى هو توحيد المعارضة السياسية التى عانت من انقسامات جوهرية بين الإسلاميين وغير الإسلاميين. وقالت: «إذا كانت دعوته لتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل مجرد تكتيك قصير الأجل لمواجهة الجنرالات، بدلاً من أن تكون التزاماً استراتيجياً بالتعددية، فإن فرص إحياء عملية الانتقال من الحكم الاستبدادى ستكون ضئيلة جداً». وفى مقاله بصحيفة وول ستريت جورنال هاجم بريت ستيفن جماعة الإخوان المسلمين، وقال مخاطباً القارئ: «لا تواسى نفسك بأن تتوقع أن تعمل جماعة الإخوان وفق القواعد الديمقراطية التى جاءت بها إلى السلطة، ولا تأمل بأن تظل مصر لاعباً على الساحة الدولية». وتابع: «فبدرجة ما ستسعى مصر تحت حكم الإخوان لتسليح حركة المقاومة الإسلامية حماس، وإعادة عسكرة سيناء، كما ستسعى لانتزاع تنازلات من الولاياتالمتحدة، وستعقد تحالفات راديكالية فى الشرق الأوسط».