جمعتنى جلسة مع صديقى المخرج الكبير -لم أستأذنه فى نشر الحوار ولهذا لن أذكر اسمه والحقيقة بعيدا عن الالتزام الأدبى ولو أنك استبدلت الاسم بآخر لن يختلف الأمر كثيرا لأن الحوار فى النهاية يعبر عن رأى قطاع لا بأس به من الفنانين والمثقفين- قال لى سوف أمنح صوتى لحمدين صباحى، أجبته ومين سمعك أنا أيضا صوتى لحمدين بلا جدال.. قلت له هذا فى الدور الأول، ولكن على أرض الواقع هناك إعادة متوقعة، ماذا تفعل فى الدور الثانى قال لى حمدين حمدين ولآخر مدى حمدين حمدين.. قلت ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. فى مكتب التنسيق هناك رغبات أولى وثانية، فما الرغبة الثانية فى حالة أن لا يصل حمدين إلى الدور الثانى؟ ماذا تفعل عندما تجد نفسك فى الإعادة بين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح.. أجابنى لماذا لا ترى مثلى أن فرص حمدين كبيرة.. قلت له نحسبها بالعقل، القوى الإسلامية التى تضع دين المرشح قبل انتمائه السياسى تتوزع بين أبو الفتوح ومرسى والعوا. أما «المباركيون» فسوف يتوجهون إلى أحمد شفيق وعمرو موسى.. الأقباط تميل نسبة منهم أكثر إلى عمرو موسى الذى يشكل بتصريحاته المباشرة حائط دفاع عن الدولة المدنية. أصحاب رؤوس الأموال يفضلون موسى مهما أكد حمدين أنه لن يستنسخ روح عبد الناصر فإن الأغلبية منهم ستتوجه إلى موسى باعتباره لا يمكن أن يعيد شبح التجربة الناصرية، كما أنهم كوَّنوا ثروتهم فى عهد مبارك مثلما صنع موسى اسمه فى ظل مبارك.. «العسكريون» ولا أقصد بهم فقط من يرتدون الكاكى ولكن من يرى أن مصر ينبغى أن يحكمها عسكرى سوف يتوجه أغلبهم فى الدور الأول إلى شفيق وفى الثانى إلى موسى، فهو سوف يحافظ على المجلس العسكرى، وهو كرجل متمرس فى السياسة لن يفتح كل الأوراق.. بينما أبو الفتوح قال لا أحد فوق القانون.. موسى لديه عِشرة قديمة مع الناس وفى مثل هذه اللحظات الضبابية يفضل قطاع منهم الانحياز إلى من يعرفونه!
الثورة التى نادت بسقوط مبارك وسقوط حكم العسكر هل من الممكن أن تنحاز إلى موسى؟!
أنا مثلك أخشى من أبو الفتوح وتوجهاته رغم أن الرجل نادى بمدنية الدولة، ولكن ماذا يفعل فى 40 عاما قضاها فى تنظيم له توجهاته القائمة على مشروع صياغة دولة إسلامية.
إننا حقيقة نحتاج إلى الكثير من الأفكار التى ينبغى أن يطرحها أبو الفتوح حتى نشعر بقدر من الاطمئنان. عمرو موسى من الآن لديه فريق معتبر من الفنانين سوف يؤيدونه، ولا تنسَ أن 70% على الأقل كانوا مع مبارك ومن مؤيدى التوريث هؤلاء سوف يتوجهون مباشرة إلى موسى ويبقى فقط من تزيد نسبتهم على 20%، جزء منهم عارضوا مبارك والتوريث قبل الثورة تستطيع أن تذكرهم بالاسم، بعضهم كان مع الثورة منذ اللحظة الأولى فى 25 يناير، هؤلاء سوف يتوجهون إلى حمدين الذى أرى أنه يحقق قدرا من الرواج الجماهيرى فى الأسابيع الأخيرة، ولكن لا تزال الكتل الانتخابية موزعة بين عمرو وأبو الفتوح ومرسى وشفيق!
إنها بالفعل معضلة أبو الفتوح.. يشعرنا بأننا فى الطريق لإقامة دولة دينية وموسى يعيد الدولة المباركية!
هل ننسى الثورة ونكفر بها ونختار موسى الرجل الفِل.. نعم هناك المر والأمَرُّ منه، قال صديقى المخرج
إن موسى هو المر وسوف ينجح -على الحركرك- وبالتالى سنتخلص منه بعد أربع سنوات، كما وعد أنها مدة رئاسية واحدة والثورة ستنجب فى هذه المرحلة الزمنية من يستطيع أن يقود سفينة الوطن.. قلت له الجانب الآخر من الصورة أن يعيدنا موسى إلى زمن المخلوع، ولا تنس أن مليارات «طُرة» قادرة على الانقضاض فى أى لحظة!
الكتلة التى توجهت إلى حمدين، لمن أصواتها فى المرحلة الثانية؟ أجابنى: صدقنى أنا أتحدث إليك ليس باعتبارى قبطيا ولكنى مصرى أمامه المر والأمر منه، فتجرع مرارة موسى.. قلت له شاهدت موسى فى المناظرة الأخيرة مع أبو الفتوح ولم أشعر إلا أننا نستبدل بمبارك مبارك بشرطة.. موسى هو الأمرُّ منه!