قال «الريس» محمد مرسى باعتباره رئيسا لحزب الحرية والعدالة صاحب الأكثرية فى البرلمان، إنه لا داعى للمخاوف التى يثيرها البعض حول ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية.. ومحاولات ترويج أننا نسعى للسيطرة على كل المناصب القيادية فى الدولة، لافتا إلى أن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، حيث ما زال حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمون ملتزمين بمبدأ «المشاركة لا المغالبة» الذى يعتبر أحد أهم المحددات التى تنطلق منها حركتهم الاجتماعية والسياسية فى كل المجالات.. .. هكذا تكلم أو صرح محمد مرسى! استمرارًا فى سياسة الكذب التى يمارسها الآن قيادات جماعة الإخوان، معتبرين أن الكذب فى السياسة حلال ما دام يؤدى بهم إلى تحقيق مزيد من المكتسبات على حساب الشعب.. ومن أجل جماعتهم فقط لتنفيذ سيناريو «التمكين» الموجود فى أدبياتهم.. وقبل أن يظهر الريس مرسى ويعرفه الناس فى انتخابات مجلس الشعب 2005 ليصبح الآن وبفضل الثورة وشهدائها، هو الأغلبية، والدخول فى تحالفات غريبة مع قوى دينية أخرى محافظة وقوى العسكر المحافظة أيضا من أجل الركوب على الثورة.. ووضع أرجلهم ويدلدلوها فوق القوى السياسية والشعب الذى خرج فى مظاهرات -تردد الإخوان كثيرا قبل الانضمام إليها- ضد قوى الاستبداد والديكتاتور مبارك وعصابته ونظامه الذى أفسد فى الأرض والبحر والجو.. وصاحب «المغالبة» فى السلطة بتعاليه على الشعب.. وإلهائه فى قضايا يومياته الحياتية والبحث عن الرزق.
واليوم يأتون للسيطرة والتكويش على كل شىء.. فكيف تقول ذلك يا دكتور مرسى.. وأنتم الذين لم تتركوا أى منصب إلا وتكاثرتم عليه.. حتى إنكم أجلتم انتخابات رؤساء اللجان فى مجلس الشعب حتى تسيطروا عليها بالكامل وإعادة توزيع الأعضاء على اللجان، لتتم لكم السيطرة مع حلفائكم.. ورفضتم حتى منافسة القوى الأخرى لكم على رئاسة تلك اللجان، وفى النهاية انسحب المرشحون الآخرون..
وقد أثبتّ أنت يا دكتور مرسى ذلك بدفعك بصهرك الدكتور أحمد فهمى أستاذ الصيدلة ليكون رئيسا لمجلس الشورى.. ذلك المجلس الموروث عن النظام السابق، والذى يتم تخصيصه للحبايب والأقارب ومنح الحصانة للسادة التجار والموالين..
وفى كتابة الدستور فسرت جماعة الإخوان وحزب الريس مرسى «للعدالة والحرية» الإعلان الدستورى كما يريدون، لتشكيل اللجنة على هواهم، وبطريقتهم من تحالفهم مع السلفيين.. والموالين لهم من خارج البرلمان.. ولا مانع من مجموعة الذين أرادوا أن يكونوا كومبارسا للجماعة التى أصرت على المضى قدما فى السيناريو المفروض «للتمكين» لكتابة الدستور على طريقتهم، وكأن البلد أصبح لهم تماما، وعلى الآخرين ضرب أدمغتهم فى أى حائط أو أى عمود كهرباء يقابلونه..
ولم يكتفوا بذلك.. فقرروا ترشيح خيرت الشاطر على منصب الرئاسة.. أو هو الذى قرر ذلك فتبعته الجماعة..
وكل ذلك يأتى فى إطار الصفقات التى أبرمتها الجماعة مع جنرالات المجلس العسكرى.. والتى كان يقودها خيرت الشاطر نفسه..
أليس فى ذلك مغالبة يا دكتور مرسى؟!
الغريب أيضا أن الريس مرسى يدعى أن قرار ترشيحهم خيرت الشاطر لم يتخذ إلا بعد أن تباطأت حركة التحول الديمقراطى، وظهر أن الأمور تسير عكس ما يتوقعه الجميع، بدءا من العجز الذى ظهر فى أداء الحكومة الحالية وكذلك الإجراءات التى تعوق المسار الديمقراطى وتسهم فى تضييع المكاسب التى حققها الشعب المصرى من خلال ثورته المباركة «أصبحت الثورة مباركة الآن».. وهى الأمور التى دفعت -ما زال التصريح للريس مرسى- مؤسسات الحزب والجماعة لاتخاذ هذا الموقف، تحقيقا لمصلحة مصر وأبنائها جميعا.. يا سبحان الله.. يتحججون الآن بالتباطؤ فى حركة التحول الديمقراطى.. وهم الذين تحالفوا مع «العسكرى» على ذلك.. لتبديد الثورة وإجهاضها.. وإرسالهم مئات الائتلافات إلى اجتماع «العسكرى» لضرب ائتلاف شباب الثورة الأصلى.. وانحرفوا بأهداف الثورة، بالبدء بالدستور أولا من خلال استفتاء هزلى لفرض شرعية «العسكرى» (وهم الذين أوهموهم بذلك).. وهم الذين رفضوا حكومة إنقاذ برئاسة الدكتور محمد البرادعى التى طالب بها الثوار وأيدوا موقف «العسكرى» بفرض حكومة الجنزورى «فى إطار الصفقات» ليأتوا اليوم لينقضوا تصريحاتهم ويلحسوا كلامهم، وهم بالضبط يتصرفون كما كان يفعل الحزب الوطنى وقياداته الفاسدة..
إنهم لا يفكرون إلا فى أنفسهم، وعلى مستقبل هذا البلد السلام.. وبعد أن اتفقوا مع «العسكرى» على إجهاض الثورة.. وتقاسم مغانمها..