«تأملات في عنف وتوبة الجماعات الإسلامية» عنوان الكتاب الصادر حديثا عن «دار العين للنشر»، يقدم فيه مؤلفه حمدي البطران، قراءة تحليلية لظاهرة العنف السياسي والجماعات الإسلامية، منذ بداياتها وجذورها الأولى، وترصد وقائعها وتطوراتها منذ السبعينيات حتى انحسار موجات العنف المتتالية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وإعلان الجماعة الإسلامية عن مراجعاتها للتوقف عن العنف. يقول المؤلف في مقدمة كتابه إنه كان يشعر، وهو يرصد الظواهر ويحلل الوقائع، بأنه كان يكتب رواية لم يؤلفها ولم يتدخل في أحداثها، وخلال عملية الرصد "اكتشفتُ أن أحدا لم يقتل بسبب الدين رغم كثرة القتلى في الأحداث"، فكل الذين فاضت أرواحهم بسبب هذا الحوار الغريب بالرصاص بين الدولة والجماعات الإسلامية مثل «التكفير والهجرة»، و«الجماعة الإسلامية»، و«الجهاد»، كان بسبب محاولات الوصول للحكم من جانب هذه الجماعات الإسلامية، وبسبب الدفاع عنه من جانب الدولة. أما الذين سقطوا سهوًا برصاص الجماعات الإسلامية أو برصاص الشرطة المصرية، فهؤلاء لهم الله، فقد ماتوا غدرًا، حتى مجزرة الأقصر المروعة، كانت بسبب رغبة الجماعات الإسلامية في إضعاف اقتصاد الدولة بمنع السياح من زيارة مصر بإرهابهم. كان الدين بريئًا مما يفعلون، وفي اللحظة التي تكاتف فيها العالم، دون تمييز يذكر بين الإرهابي والفدائي المحتلة أرضه، لمكافحة ما يسمى الإرهاب بعد 11 سبتمبر 2001، عرف أفراد الجماعات الإسلامية الدين الصحيح، وتابوا، ثم غسلوا أيديهم من دماء المصريين، وطالبوا بالانخراط في العمل السياسي ليكملوا هدفهم بالوصول إلى الحكم عن طريق آخر. وقد حاول مؤلف الكتاب «حمدي البطران» أن يستعرض أفعال الجماعات الإسلامية، وهجومها على الدولة للوصول إلى الحكم، وأفعال الدولة للمحافظة على سلطتها، ثم رصد التحولات التي طرأت على فكر الجماعات الإسلامية وتنظيم الجهاد، ورصد أيضًا محاولات الحوار والوساطة، التي تطورت إلى فكرة نبذ العنف ثم تصحيح المفاهيم ومنها إلى ترشيد العمل الجهادي. يقع الكتاب في مقدمة وأربعة فصول، وملاحق الكتاب، حيث تناول الفصل الأول «محاولات الوصول إلى الحكم»، والثاني بعنوان «رد فعل الدولة»، وخصص الثالث «لمحاولات الحوار»، والفصل الرابع والأخير عن «التراجع عن العنف»، واشتملت ملاحق الكتاب على أمثلة لبعض المنشورات لجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الجهاد عقب محاولة اغتيال عاطف صدقي رئيس الوزراء، ورسالة ناجح إبراهيم لأهالي مدينة ديروط. مؤلف الكتاب «حمدي البطران» كاتب وروائي مصري، لواء شرطة سابق على المعاش منذ 2001. له مؤلفات عدة منها روايته الشهيرة «يوميات ضابط في الأرياف» التي أثارت جدلاً كبيرا وحوكم بسببها. غلاف الكتاب