في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السياسية المصرية بروزا واضحا للقوي الاسلامية في عقب الثورة المصرية. يأتي كتاب تاملات قي عنف وتوبة الجماعات الاسلامية للكتاب الروائي حمدي البطران عن دار العين اخيرا ليعيد للاذهان قصة نشأة الجماعات الاسلامية في مصر وتطوراتها وتفاعلها مع السلطة بداية من اغتيال الرئيس السابق انور السادات في ثمانينيات القرن الماضي ووصولا لاعلانها مراجعتها عام2006. , منذ البداية اوضح البطران ان الهدف الاساسي والاهم بالنسبة لتلك الجماعات هو الوصول الي الحكم وهو الهدف الذي من اجله بذلت جهود حثيثه اختلفت مع اختلاف كل مرحلة سياسية وزمنية. وبكثير من التفصيل يوضح يبدأ البطران لواء الشرطة المتقاعد قصة الحوار بالرصاص بين الجماعات الاسلامية والتي كان أبرزها جماعة التكفير والهجرة الجماعة الاسلامية والجهاد بهدف الوصول للحكم واستمر الصراع الدموي بين الطرفين حتي مذبحة الاقصر عام1997, ويستشهد البطران بماورد علي لسان الدكتور ابراهيم الناجح القيادي في الجماعة الاسلامية حينها ان القتال مفروض علينا لخلع الحكام الكفار الذين يحكمون الديار مفروض علينا لنردع الطوائف التي تحيط بهؤلاء الحكام وتحيي شرعيتهم ومفروض علينا لنصب خليفة للمسلمين. واشار الي ان الحكومة المصرية لم تتخذ ايه خطوات لمنع الجماعات الاسلامية من تشكيل قواعدها الاساسية ولم تكلف نفسها عناء البحث عن مصادر تمويلها الا في بداية التسعينيات بعد ان استفحل نشاطها كما بدأت حملة اعتقالات وتلتها محاكمات كثيرة لرموز تلك الجماعات الذين قضوا سنوات في السجون. ورصد الكاتب التحولات التي طرأت علي فكر الجماعات الاسلامية وتنظيم الجهاد ومحاولات الحوار والوساطة التي تطورت الي فكرة نبذ العنف ثم تصحيح المفاهيم ومنها الي ترشيد العمل الجهادي. ففي فبراير1995 بدأت محاولات التوبة داخل السجون باعلان توبة اثنين من عناصر الجماعة الاسلامية. وتلاهما اعلان116 اخرين, الا ان الجماعة نوهت في بيان لها عن استعدادها نبذ العنف ولكن بشرط, وذلك بعد اقالة وزير الداخلية انذاك حسن الالفي في عقب مذبحة الاقصر. وجاء رد الحكومة المصرية متأخرا ثلاث سنوات ففي عام2000 بدأت السلطات المصرية الافراج عن عدد من معتقلي الجماعة الاسلامية وطلائع الفتح علي مراحل بعد التأكد من نبذهم العنف وتلي ذلك إعلان القادة التاريخيون للجماعة الاسلامية وعلي رأسهم عبود الزمر وناجح ابراهيم موافقتهم علي مبادرة وقف العنف, وفي عام2002 انطلقت مبادرة تصحيح المفاهيم, والتي ترجمت في مراجع حملت عنوان سلسلة تصحيح المفاهيم. ومن جهة اخري ظلت عملية مراجعات تنظيم الجهاد في طي الكتمان حتي مارس2006 عندما اعلن خمسة من قادة التنظيم داخل السجون انهم اجروا مراجعات فقهية جديدة شملت التخلي عن فكرة تكفير المجتمع والحاكم. المؤلف: حمدي البطران- دار النشر: العين