الحال الذى أصبحت بلدنا عليه الآن لا يسر أى عدو أو محتل فكل ما حولنا وما نراه الآن يدل على أننا نعيش مع حكومة لاحول لها ولا قوة أو بالمعنى الأدق أنها حكومة قد ضل سعيها وهى تحسب أنها تحسن صنعا . لقد قرر الشعب بسماحته المعهودة أن يمهل هذه الحكومة التى سبق أن أمهلها أكثر من مرة قبل ذلك أن يعطيها الفرصة مرة أخرى والتى أعتقد أنها ستكون الفرصة الأخيرة لها فما نراه الآن من هذه الحكومة يشير إلى أنه لن تكون لها أى فرص أخرى فالحال هو الحال بل أنه قد إزداد سوءاً فلم نرى أن الحكومة قد نفذت ما وعدت به ولم نرى أن المواطن المصرى قد إنصلح حاله . وفى نظرة سريعة على الواقع الأليم الذى تعيش فيه مصر الآن نجد أن أسعار جميع المنتجات والسلع قد زادت وبشكل ملحوظ كذلك بنزين الغلابة أصبح كالعملة النادرة وليس هذا فحسب بل لحقت به أنواع البنزين الأخرى ..... كذلك الوحش الضارى وأقصد به البطالة التى زادت هى الأخرى بشكل كبير . أما على المستوى السياسى فلم نجد أى جديد فها هى حركة المحافظين الأخيرة قد إشتملت على بعض المحافظين من الحزب الغير الوطنى كما لم تستطع تلك الحكومة الفاشلة أن تحافظ على كرامة شعبها ولم تأخذ حتى بحق الشهداء المصريين من تلك الشرذمة الصهيونية التى لا عهد لها ولا أمانة وإننى لاأعتبر ذلك الأسف الذى تقدمت به الحكومة الصهيونية الفاشية والذى إنتشت به حكومتنا كأنها إستعادت بيت المقدس يساوى قطرة واحدة من دماء شهدائنا الأبرار . إن من إستطاع أن يأخذ بعض من حق هؤلاء الأبطال هم الشعب المصرى المتمثل فى ذلك البطل أحمد الشحات الذى أذل الغطرسة الصهيونية . أما على المستوى الأمنى فحدث ولا حرج فلم يعد له أى وجود فحوادث القتل والسرقة والبلطجة أصبحت شيىء عادى والحكومة أمام ذلك لا تحرك ساكناً فالداخلية ورجالها كل ما يستطيعون عمله وتحت غطاء من القوات المسلحة بالطبع هو إزالة الباعة الجائلين من الميادين ليس أكثر . وأقول للسيد وزير الداخلية إذا كان من رجالك من هم يخشون البلطجية إلى هذا الحد وإذا كان منهم من لايريد أن يعمل بحجة إهانة جهاز الشرطة أقول له أن يستغنى عن هؤلاء الضباط وأستعيض عنهم بخريجى كلية الحقوق فالفرق بين خريج كلية الحقوق وخريج كلية الشرطة هى مادة العلوم الشرطية وهذا الفرق تستطيع التغلب عليه خلال شهور قليلة مثلما الحال فى كلية الضباط المتخصصيين ويصبح تحت يديك مجموعة من أكفأ الضباط على المستوى الإنسانى والمهنى . يا سيادة اللواء إن هذا الوقت يحتاج إلى الحلول الجذرية وليس إلى الطبطبة و سيخرج علينا من يقول أن المخلوع وأعوانه قد تم تقديمهم للمحاكمة مثلما وعدت الحكومة فأقول له إن من قدم المخلوع وأعوانه للمحاكمة هو المجلس العسكرى وليست الحكومة . ولننظر الآن على أداء هذه الحكومة فى تلك المحاكمة فقد ضحكت الحكومة على الشعب كله فقامت بإذاعة المحاكمة مرتين فقط وفى جلسات ليست ذات أهمية فقد غلب على هذه الجلسات الطابع الإجرائى . وإستكثرت الحكومة الفرحة على شعبها فأعلنت عدم إذاعة المحاكمات بحجة عدم التأثر على سير المحاكمة وهذه بالطبع حجة مردود عليها فالسيطرة على سير الجلسة فى يد القاضى والقانون أطلق يد القاضى فى إتخاذ ما يلزم من الإجراءات للمحافظة على تنظيم وسير المحاكمات . ولم تكتفى الحكومة بذلك بل قامت بإجراء أشد فى مرحلة تعد هى الأهم والأخطر فى سير القضية وهى سماع شهادة كبار رجال الدولة فأعلنت سرية المحاكمة تماماً وعدم نشر أى وقائع حول ماتم فيها والحجة هذه المرة هى المحافظة على سلامة الأمن القومى كى لايستطيع أن يتكلم ناطق بفمٍ . ما هذا الذى يحدث أليس من حق هذا الشعب أن يعرف الحقيقة وماهى تلك الأسرار الخطيرة التى تتعلق بقتل الشهداء والتى هى على جانب من الأهمية والخطورة وتتعلق بالأمن القومى إلى هذا الحد . أوصل بكم الإستخفاف بعقول المصريين إلى هذه الدرجة إننى أخشى أن ينقلب السحر على الساحر . فيبدو أن هذه الحكومة لم تأخذ عبرة مما حدث كما يبدو أنها لم تعى الدرس جيداً لذلك نصيحتى لهذه الحكومة حفاظاً على ماء وجهها أن ترحل قبل أن تقتلعها رياح الغضب القادمة . عفوا يا دكتور شرف لقد أصبحت حكومتك بأكملها ..... خارج نطاق الخدمة .