في وقت دعا فيه أعضاء مؤسسون في المجلس الوطني السوري المجتمع الدولي لتأمين حماية المدنيين في سورية بأي وسيلة حتى لو كانت عسكرية، يتواصل عدد ضحايا التظاهرات في بالازدياد في المدن السورية التي دخل اسلوب المواجهة بين المواطنين المطالبين باسقاط النظام وقوات الأمن طريق اللاعودة باستخدام السلاح بين الطرفين خاصة العسكريين المنشقين المكونين ما يسمى بالجيش السوري الحر. وبلغت حدة غضب المعارضين السوريين تجاه المجتمع الدولي ذروته بدعوة المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، أحمد رياض الشقفة، بطريقة غير مباشرة مساء الأحد في حديث تلفزيوني إلى تدخل دولي عسكري في سوريا على طريقة تدخل الحلف الاطلسي في ليبيا، أي استخدام القصف الجوي لمواقع القوات الموالية للنظام السوري من دون أرسال قوات على الارض. ياتي ذلك بعد وقت ليس بعيداً عن إصرار المعارضين السوريين على رفض التدخل العسكري في بلدهم. ويبرر هؤلاء تغيير مواقفهم بتزايد قسوة قوات الأمن السورية في قمع المتظاهرين. وساهم تدخل الحلف الأطلسي عسكريًا في ليبيا بإسقاط نظام الرئيس القذافي الشهر الماضي بعد أشهر من المواجهات العسكرية بين قوات المعارضة والحلف من جهة وقات القذافي من جهة أخرى. وشجع اسقاط نظام القذافي بتدخل عسكري غربي معارضين سوريين بالمطالبة علنًا بتكرار السيناريو الليبي في سوريا. وتعتبر دعوة الشقفة تغييرًا كبيرا في موقف حزب الاخوان المسلمين في مسيرة معارضاتهم في البلدان العربية. فهو يكرر رفضه التدخل العسكري الأجنبي على الارض السورية، لكنه يؤكد على أن "استمرار النظام في قتل شعبه، هناك وسائل كثيرة لردعه مثل حظر الطيران، واذا تواصل قصف النظام بالمدفعية والدبابات يمكن أن يتدخل الطيران لاسكات" مصادر هذا القصف، من دون ان يشير الى هوية الطيران. وكان الجيش السوري سيطر الأحد على مدينة الرستن التي تبعد 160 كلم شمال دمشق والواقعة في محافظة حمص، بعد مواجهات عنيفة بينه وبين عسكريين انشقوا عنه، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أكد أن "منازل عدة دمرت والوضع الانساني سيء جدا. وأن عشرات المدنيين الذين قتلوا ودفنوا في حدائق المنازل خلال قصف الجيش الذي استمر اربعة ايام للمدينة". بحسب المرصد. وتقول مصادر المعارضة السورية إن عدد القتلى فاق ال 5000 فيما تقول الأممالمتحدة أن 2700 شخص بينهم 100 طفل قتلوا في ستة أشهر من الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد الذي تولى السلطة خلفا لوالده عام 2000 وينحى باللائمة في العنف على عصابات مسلحة تدعمها قوى أجنبية في حين يقول المسؤولون السوريون أن 700 من قوات الشرطة والجيش قتلوا بالاضافة إلى عدد مماثل من "المتمردين". وانضمت سورية لما بات يسمى بالربيع العربي منتصف آذار/مارس الماضي حيث شهدت تظاهراتها تصاعدًا دراماتيكيًا بعد عدم تلبية النظام مطالب المتظاهرين التي كانت تركز على مكافحة الفساد وايقاف العمل بقانون الطواريء ومحاسبة المتنفذين من أقارب الرئيس وسن قانون للاعلام وىخر للاحزاب وتحسين الوضع المعاشي. حيث تكرر رد فعل النظام مع بقية الدول العربية التي شهدت تظاهرات في تنفيذ المطالب متأخراً جدًا عن حركة التظاهر التي تشهد رفع سقف المطالب بسبب القمع والتردد في تنفيذ المطالب حتى وصلت لاسقاط النظام ودخول طريق اللاعودة بالارتفاع الكبير في اعداد الضحايا بين المتظاهرين. وتسبب القمع القاسي للمتظاهرين في سورية بتوسع عزلة النظام سياسيًا وعسكريًا خاصة مع الجار التركي الذي يستضيف أكبر تجمع سوري معارض هو المجلس الوطني السوري الذي يضم شخصيات حزبية ومستقلة انضم لهم ابرز تنظيمين معارضين هما إعلان دمشق وحزب الاخوان المسلمين. كذلك طالبت دول عربية وخاصة الخليجية النظام السورية بعدم استخدام القوة في قمع المتظاهرين وسحبت بعضها سفراءها اعتراضا على القمع أو اتهامها بتقديم الدعم للمعارضين. ويشكل ارتباط النظام السوري بحلف ستراتيجي مع إيران وحزب الله في لبنان اختلافًا واضحاً عن دول مثل تونس ومصر واليمن التي شهدت وتشهد تظاهرات تطالب باسقاط النظام. ويقول معارضون للنظام السوري إنه يتلقى دعماً من إيران ومن حزب الله في قمع المتظاهرين وهو ما رفضته إيران وحزب الله لكنهما يؤكدان على وقوفهما مع النظام متهمين أميركا وإسرائيل ودول عربية باستهداف سورية خدمة لمشاريع تستهدف المقاومة ضد إسرائيل ومشاريع غربية في المنطقة