أكد الدكتور محمد سليم العوَّا المرشح لرئاسة الجمهورية أن الوطن يمرُّ الآن بمرحلة بالغة الصعوبة، تتطلب تكاتُف جميع أبناء الوطن للعبور به لبرِّ الأمان، وأكد أن أخطر ما يواجه مصر الآن الفوضي التي تمرُّ بها البلاد، والتي تعود بالأساس لغياب الأمن. وأشار العوَّا إلى أن المطالب الفئوية لكل فئات المجتمع حق مشروع طال زمن تحقيقها، ولكن في الأحوال الحالية وفي ظل وجود حكومة مؤقتة يصعُب تنفيذ كل هذه المطالب، وإرضاء كل الفئات. ويجب أن نتحلَّى ببعض الصبر لحين وجود حكومة منتخبة، يكون لها الفصل ويكون لنا حسابها. جاء ذلك خلال اللقاء الجماهيري الذي عقده الدكتور محمد سليم العوَّا مساء " الثلاثاء " 13 – 9 -2011 بمنطقة منيل شيحا وأبو النمرس، وحضره ما يزيد عن ثلاثة آلاف شخص من أهالي المنطقة. وجدَّد العوَّا تأكيده على أن الحل لكل مشكلاتنا الحالية يكمن في إجراء الانتخابات في مواعيدها المُعلَنَة من قبل، ويكفي أن الفترة الانتقالية كان من المفترض أن تكون ستة أشهر، ثم امتدت لعام. وقال:نحن يمكن أن نقبل أن تنتهي الفترة الانتقالية في نهاية فبراير المقبل، حيث سيكون قد مرَّ عام كامل على رحيل مبارك، وهي مدة كافية جدًّا كفترة انتقالية لأي دولة تريد أن تنتقل من حال إلى حال. وانتقد العوَّا قيام مجلس الوزراء الحالي بمناقشة مشروعات قومية كبري، كمشروع تطوير خليج السويس. وقال: إن هذا المشروع وغيره يحتاج إلى خمسة عشر عامًا، ومليارات الدولارات لإنجازه، وهذه ليست مهمة وزارة مؤقتة يجب أن تهتم فقط بتسيير أحوال الناس، واتخاذ القرارات اليومية التي تساعد على إزالة المعوِّقات أمام المشروعات الصغيرة. ويجب أن تترك هذه الحكومة المؤقتة مهمة مناقشة أي مشروع ضخم للحكومة التي سينتخبها الشعب. وعرض الدكتور العوَّا خلال اللقاء جوانب من معالم برنامجه الانتخابي، حيث أشار إلى أن برنامجه سيقوم على إعادة اكتشاف الإنسان المصري لذاته، وعلى احترام دولة القانون، وإقامة العدل بين الناس، ووجود قضاء مستقل، لأن القانون إذا ساد سيجعل جميع المواطنين مطمئنين إلى أن فرصهم في الحياة ستكون متساويةً، وأكد أن مصر لم تشهد عبر تاريخها إقامة دولة القانون قطُّ. وأشار العوَّا إلى أن أحد مشاريعه الأساسية هو التعليم، لأن أغلب مشكلاتنا الحالية سببها سوء مستوى التعليم، وأوضح أننا يمكننا أن نصلح التعليم بخطوات متوازية، بعضها سريع، وبعضها يحتاج لسنوات، وجميعها يحتاج لإرادة حقيقية لتحقيق منظومةكاملة للتعليم، لا ترتبط ببقاء وزير أو حكومة. وأكد العوَّا أن مصر دولة شديدة الثراء بمواردها، وأن الاقتصاد سيكون المحور الثالث في برنامجه، وقال:إن مصر مدينة بمبلغ ترليون و200 مليون جنيه، وخدمة هذا الدين سنويًّا 80 مليار جنيه. ويمكن لمصر أن تتخلص من هذه الديون في فترة ليست بعيدة و لكن بشرط حسن استغلال و ادارة هذه الموارد. وأشار إلى أن مصر بها إمكانيات هائلة غير مُستَغَلَّة، حيث يعيش كل المصريين على مساحة 6% فقط من مساحة مصر، ولدينا مقومات جبَّارة لا نستغلها، ويمكننا تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الأساسية خلال سنوات قليلة، فعلى سبيل المثال مصر لديها امكانيات هائلة الطاقة الشمسية في العالم، غير مُستَغَلَّة، نستطيع أن نصدِّرها لكل العالم. وهناك مئات الأفكار والمشروعات التي يمكن أن تجعل مصر دولةً عملاقةًاقتصاديًّا، وقال إنهمعجب بمشروع الدكتور فاروق الباز، ولكنه يعترض على أن يكون المشروع بالكامل في غرب النيل، لأنه يريد تعمير سيناء بالإضافة لتعمير الصحراء الغربية. وأكد العوَّا أن مشروعه الخارجي سيعتمد على محور: القاهرةدمشق السعودية. للحفاظ على الثقافة العربية، وعلى إقامة تعاون مصري تركي إيراني، في مجال الاقتصاد والتبادل الصناعي، ليكون محورا اقتصاديًّا كبيرًا.وسننفتح على جمبع دول العالم لإقامة علاقات اقتصادية و تجارية متوازنة بشرط ان تحقق المصلحة العليا للوطن. وأشار العوَّا إلى أنه سيطرح برنامجه للرأي العام سواء اختاره الشعب أم لا، وسيظل مشاركًا في الحياة العامة، وسيقدم أفكاره ومشروعاته لخدمة الوطن أيًّا كانت الحكومة. وقال العوَّاردًّا على سؤال حول تمويل حملته الانتخابية بأنه يرفض أن يتلقَّى أيَّ دعم لتمويل حملته الانتخابية من خارج مصر،وهو يموِّل حملته من اموالة الخاصة وايضاً من بعض تبرُّعات مواطنين مصريين عاديين مقتنعين بأفكاره.