طالب الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية بوقف أي شكل من أشكال التدخل الأمريكي في الشئون المصرية، مؤكدا ضرورة الاستغناء عن المعونة التي تقدمها الولاياتالمتحدة إلى مصر سنويا, مع إقامة علاقة طبيعية مع فلسطينوإيران تقوم على دعم المقاومة الفلسطينية، وعدم اعتبار إيران عدوًا. وأعاد العوا في ختام زيارته إلى الأقصر مساء أمس التي استمرت يومين التأكيد على مدنية الدولة، أسوة بالدولة التي أسسها عهد الرسول صلي الله عليه وسلم والتي كانت "دولة مدنية بمرجعية إسلامية"، وأن "دستور المدينة" لم يؤسس دولة إسلامية، مؤكدا أنه يجب ألا نقبل دولة يحكم فيها علماء الدين، بل من هم مؤهلون للحكم. وأشار إلى أنه من الممكن أن يتولى قبطي رئاسة مصر ما دام تم اختياره من قبل الشعب، ومن الطبيعي أيضا أن يتولي القبطي أي منصب بالدولة، سواء وزير أو محافظ طالما قد اختاره الشعب بشكل ديمقراطي. واعتبر أن فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية "غير مقبوله" وأنه "من الأوقع والأنسب وجود حكومة تكنوقراط"، وحث في الوقت ذاته على سرعة الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وضحايا أحكام الطوارئ، خاصة المعتقلين بأمر إداري من وزير الداخلية السابق. وطالب الحفاظ على استقلال القضاء تمامًا، ووضع نظام صارم للرقابة على المال العام بالإضافة لأهمية قيام جهاز الشرطة بمنع الجرائم ونشر الأمن، ووصف جهاز "أمن الدولة" المنحل بأنه كان نظاما فاسدا، وظل لسنوات طويلة يعمل بدون قانون يحركه ويحدد عمله. وطالب الجميع بأن يلتفوا خلال الفترة المقبلة حول مجموعة محددة من الأهداف يأتي في مقدمتها تشكيل دستور جديد ووجود دور حقيقي للبرلمان، وإقامة علاقات مصرية عربية وإفريقية مميزة ومتوازنه تقوم على التعاون المشترك. وزار العوا الأحد معبد الكرنك والتقى عددا من السائحين الأجانب مبديا لهم تقديره وترحيبه بهم على أرض مصر. وقال إن السياحة تمثل رافدا مهما للدخل القومي المصري، وإن كل شخص يزور مصر يمكن أن يكون سفيرا في بلاده لمصر وناقلا لأهله عما شاهده من حضارة وثقافة وتراث . وخلال جولته بالأقصر، زار العوا ثلاث كنائس تمثل الطوائف المسيحية المختلفة في مصر، مؤكدا للقساوسة الذين التقاهم أن كل المصريين أبناء وطن واحد ومن حق كل شخص أن يمارس حقة في العبادة دون تدخل من أحد ودون فرض وصاية من أحد. وأوضح أن مصر عاشت أكثر من أربعة عشر قرنًا في حالة من التسامح الديني بين جميع أبنائها ويجب أن نحافظ جميعًا على هذا التراث الحضاري والإنساني الذي جعل مصر دائمًا رمزًا للاعتدال والوسطية الدينية قي العالم. وتجول العوا في عدد من المناطق والأحياء الشعبية بالأقصر والتقى مجموعات من أبناء الأقصر الذين أصروا على دعوته لتناول الشاي على أحد المقاهي. وأكد العوا أن مشروعه الاساسي هو نشر العدل وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين مما يجعل كل مواطن في مصر يطمئن إلى أنه سيحصل علي فرصته التي يستحقها بقدر اجتهاده، وقال إن كل أبناء الوطن شركاء في تنميته ويمكن لكل شخص أن يكون مؤثرا ومفيدا لو أحب عمله وأخلص له. وكان العوا قام خلال زيارته إلى الأقصر بأداء صلاة الجمعة في ساحة الرضوانية وألقى خطبة الجمعة وأم المصلين فيها ثم أدى واجب العزاء في الشيخ صالح الجيلانى والتقى العاملين في مجال السياحة في لقاء عقد بقاعة المؤتمرات أعقبه لقاء جماهيري مفتوح بحضور أكثر من خمسة آلاف شخص في سيدى أبو الحجاج. وأكد المرشح الرئاسي أنه لا يعارض استمرار التظاهرات طالما أنها تتم يوم الجمعة حتى لا تتعطل عجلة الإنتاج، مشددًا على أن حق المصريين في التظاهر السلمي أصبح واقعا ولا يجب التخلي عن هذا الحق أبدًا. وأشار إلى أنه يدرك أهمية المطالب الفئوية، لكنه رفض التعبير عنها في الوقت الحالي، لأنها تعطل العمل وتصرف عن العمل الأهم وهو تتبع الفساد الذي استشرى في المجتمع. وأشاد العوا بدور المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شئون البلاد، وقال إنه يستحق كل التقدير والاحترام لموقفه العظيم في مساندة الثورة، والقرارات التي تتخذ بشكل يومي في سبيل تحقيق مطالبها، مشددًا على أهمية الصبر في تحقيق المطالب لأنه من الطبيعي أن تسير عملية الإصلاح ببطء.