تواصل أجهزة الأمن بشمال سيناء تحقيقاتها في حادث الهجوم المسلح الذي أصيب فيه شرطيان وقتل اثنان من ضباط الشرطة أحدهما ضابط برتبة مقدم علي يد مجموعة من المسلحين الذين تمكنوا من تحرير أحد السجناء، فيما قام سبعة سجناء آخرون بتسليم أنفسهم بعد وقت قصير من فرارهم تحت وابل من الرصاص. وقالت مصادر مطلعة إن النيابة مازالت تواصل معاينتها لمكان الحادث قرب قرية التلول علي بعد نحو 60 كيلو متراً من العريش. وقامت الشرطة بتعديل مسار الطريق بالنسبة للقادمين إلي العريش حيث تم تحويل مسار السيارات إلي الاتجاه المقابل فيما بقيت سيارة الترحيلات وسيارة الشرطة الأخري في مكانها منذ الهجوم عليهما. وأغلقت الشرطة الطريق بوضع عربة مدرعة وسيارة شرطة أخري فيما وجدت في المكان عربة مدرعة أخري. وعلي طول الطريق من جسر السلام حتي قرية التلول التي شهدت الحادثة لم تكن هناك أي مظاهر للتشديد الأمني بالمنطقة، حيث كانت معظم الحواجز الأمنية في وضعها الطبيعي والمعتاد، فيما شهد جسر السلام بعض التشديدات الأمنية من خلال وجود مجموعة من رجال المباحث لفحص البطاقات ورخص السيارات. وفي مستشفي جامعة قناة السويس تم استقبال الشرطيين المصابين في الهجوم. وعلي الرغم من وصولنا إلي المستشفي في الساعة الثانية عشرة مساء تقريبا فإننا وجدنا الشرطي المصاب ظريف سيد ظريف «28 عاما» لم يتم إدخاله إلي غرفة العمليات لإجراء أي جراحة له علي الرغم من أنه كان مصابا بثلاث طلقات، وكان الإجراء الذي تم معه هو إعطاؤه كيساً من الدم في حين كان يصرخ من شدة الآلام مطالبا أقاربه الذين وصلوا من بلدته بالمنصورة باستدعاء الطبيب له. ورغم أننا قضينا معه ما يقرب من 30 دقيقة لم يحضر إليه أحد. وعن الواقعة قال ظريف إنه كان داخل عربة الترحيلات التي كانت تقل المسجونين الثمانية وإن السيارة توقفت فجأة فاعتقد الجميع أن الإطار الأمامي للسيارة قد انفجر إلا انه فوجئ بعد ذلك بإطلاق الرصاص علي الباب من الخارج بكثافة وأن زميله الذي كان بجواره ظل يصرخ بعد أن أصيب بطلق ناري في جانبه ثم توفي بعدها. وأكد أنه أصيب هو الآخر بطلق ناري ثم فقد بعدها الوعي. وعن وضع المساجين داخل سيارة الترحيلات بعد إطلاق الرصاص، قال إنهم كانوا خائفين للغاية وظلوا ملتصقين ببعضهم البعض لفترة طويلة من شدة الخوف. وأوضح أنه لم يكن يعلم من هم المسجونون الذين كانوا داخل سيارة الترحيلات وأنهم توجهوا من العريش إلي سجن المستقبل بالإسماعيلية ثم توجهوا إلي سجن بورسعيد وعادوا مرة أخري إلي الإسماعيلية وكانوا في طريقهم إلي العريش عندما وقع الحادث. وقال الشرطي عياد سليم صبيح «28 عاما» الشرطي الآخر المصاب في الحادث أثناء وجوده بمستشفي جامعة قناة السويس إنه كان ضمن أفراد القوة التي كانت ترافق عربة الترحيلات وكانت سيارته تسير خلفها وأنه فوجئ بسيارة ماردونا «ربع نقل» بيضاء بدون لوحات معدنية تخرج عليهم وتطلق النار بكثافة من بنادق آلية علي السيارة الأولي، وأنه أصيب بعد ذلك ولم يشعر بشيء إلا بعد نقله إلي المستشفي. وأضاف أنه دائما يخرج في هذه المأمورية وأنه لا يدري ماذا حدث بالضبط. وقال والده الذي كان موجوداً داخل المستشفي مع والدة الشرطي المصاب إن عياد أكبر أبنائه وأنه كان يساعده في تحمل أعباء الحياة حيث كان دائم العمل عندما يكون في أجازة. وأضاف أن نجله اتصل به وأخبره بإصابته. وكان عياد قد نقل إلي المستشفي وأجريت له جراحة تم خلالها استخراج رصاصة من الكتف فيما لا تزال رصاصة أخري بساقه إلا أن حالته مستقرة.