إقتلوا حازم عبد العظيم أو إطرحوه أرضا، إصلبوه في ميدان عام، إعدموه رمياً بالرصاص، علقوا له المشانق، واكتبوا في كل الصحف، حازم عبدالعظيم الخاين العميل، حازم عبدالعظيم الجاسوس اللعين، لا تتوقفوا عن سبابه ولا لعنه، فقد جاء بكل الموبقات، وارتكب كل الكبائر، مصر في خطر بسبب هذا الرجل، اقتصادنا سوف يدمر، ووطننا سوف يحتل، وإسرائيل بسببه ستلعب بنا بلاي ستيشن! حازم عبدالعظيم عتيد الإجرام لأنه ضبط متلبساً بالحصول على جائزة الدولة التشجيعية مرتين، وأحراز قضيته تحتوي على براءتين اختراع عالميتن، وأدلة الاتهام ضده ثابتة وأهمها أنه عمل فى كبري الشركات العالمية، نعم، حازم عبدالعظيم متهم، ومجرم، ويستحق الإعدام، متهم لأنه أحب هذا الوطن، مجرم لأنه أخلص في حبه، ويستحق الإعدام لأنه ضحي بمنصبه ووقته وماله حتى يعيش حراً فى زمن كان هناك من يستعبدونا، حازم عبدالعظيم خان الوطن عندما اتصل ب "طارق كامل " وزير الاتصالات السابق ليقول له كان أشرف لك أن تستقل من منصبك عندما خنت الشعب ووافقت على قطع الاتصالات! حازم عبدالعظيم خاين لأنه أعلن عن رغبته فى تطهير قطاع الاتصالات وتعديل قوانينه والعمل على منح المصريين فى الخارج حق التصويت فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعميل لأنه طالب تولى شخص مدنى منصب وزير الداخلية! حازم عبدالعظيم إسرائيلي لأنه نزل ميدان التحرير وبات فيه ليحصل على حرية وطنه التى كانت تنتهكها إسرائيل ليل نهار، كان فى غنى عن كل هذا؟ كان بإمكانه أن ينافق ويهادن ؟ وكان بإمكانه أن يترك الوطن ويظل في شركة IBM العالمية أو مايكروسوفت العالمية اللتين عمل بهما؟ لكنه ترك كل شئ ولبي نداء الوطن! كنت أتوقع الهجوم عليه، لكن لم أكن أتخيل أن يكون الهجوم بهذه الدرجة من الفجاجة والبجاحة، وكنت متأكداً من خوضه معارك مع الفاسدين فى قطاع الاتصالات، لكن لم أتصور للحظة أن يشترك الفلول مع زبانيتهم فى وسائل الإعلام لإخراج مسرحية هزلية لتشويه صورة حازم عبدالعظيم وزير الاتصالات الجديد. خبر مشبوه يزعم بأن حازم عبدالعظيم رجل أعمال وحليف لإسرائيل وعلي علاقة قوية بزوجة أحمد نظيف، ولأن الكذب مفضوح وبلا أرجل، تم نشر الخبر فى موقعين إلكترونيين مختلفين لكن في نفس التوقيت بنفس الصياغة تقريبا بنفس المعلومات بنفس تسلسل سردها.. وكأن الغباء في تنفيذ المهام والتعليمات لم يختلف بعد الثورة عما كان يفعله محمد على إبراهيم وأسامة سرايا! عارض حازم عبدالعظيم نظام مبارك فى وقت كان يختبئ فيه كثيرون فى الجحور بمن فيهم من يشوهون صورته، دفع الثمن وأقيل من منصبه كرئيس لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات فى أكتوبر 2010 لإنضمامه للجمعية الوطنية للتغيير، لم يخف ولم يتراجع ولم يتمسك بالكرسي، بل واجه ضغوطاً أشد من أمن الدولة وتلقى تهديدات مباشرة وغير مباشرة له ولأسرته، لم يتراجع واستمر، ولو كان ما يروجه الفلول صحيحاً لكان اغتيال حازم عبدالعظيم وقتها سهلاً وبسيطاً ولنشرت مباحث أمن الدولة كل هذا الهراء! يزعمون أن حازم عبدالعظيم رئيساً لمجلس إدارة شركةcit فى حين أن رئيسها معروف ويدعى أشرف عزت زكي، وهي شركة مساهمة مصرية ليس فيها أى إسرائيلي، وما يملكه حازم عبدالعظيم في الشركة هو 5 %، لا يتقلد فيها أي منصب إدارى، ثم يزعم الخبر المشبوه أن حازم عبدالعظيم التقي شخصاً إسرائيلياً فى طابا فى 2009 كممثل للشركة ( التى تركها فى 2007 ) ولم يعلم من كتب الخبر أن عبدالعظيم فى هذا التوقيت كان رئيساً لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات! ثم المعلومة العجيبة الغريبة وهى علاقته القوية بزوجة أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، وأنها التى أوصت بتوليه منصب الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، وكأننا مساطيل، أو شاربين حاجة صفرا، ولا نعرف أن نظيف تزوج من زينب زكي فى 2010 فى حين أن عبدالعظيم تولى منصبه في 2007! يبقي السؤال ..لصالح من يتم تشويه صورة حازم عبدالعظيم؟ ولمصلحة من يتم بث خبر مدسوس بلا مصدر معروف ولا مستند حقيقى تدل على صدق كلمة واحدة فيه؟