"الغذاء والمسكن والوقود"، 3 كلمات تخشى منهما حكومة تل أبيب في الوقت الحالي، بعد خروج مظاهرات ينظمها الآف الإسرائيليين ضد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ورجال حكومته بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية وعلى رأسها "الجبنة"، وتزايد تكلفة الشقق السكنية وغلاء ثمن الوقود. تل أبيب التي كثيراً ما تشهد مسيرات بالمئات ضد نتنياهو من أجل إعادة جلعاد شاليط الجندي المأسور بقطاع غزة لم تعد تشهد مظاهرات تحمل هذا الطابع السياسي، فالحاجة الاقتصادية أصبحت هي الدافع وراء التظاهر. بالأمس تجمع 11 ألف شاب إسرائيلي في أحد الميادين الكبرى بتل أبيب حاملين لافتات تصرخ من ارتفاع أسعار الشقق السكانية. على طريقة للثورات العربية في مصر وتونس وليبيا وسوريا، كان الفيس بوك وصفحاته الإلكترونية هو وسيلة التعبئة والحشد والتجميع للشباب الإسرائيليين طوال الثلاثة أيام الماضية. "معا ضد الغلاء " و"شباب يريد الزواج والحياة " " إسرائيليون يصرخون من الفقر " هي عناوين بعض الجروبات الإسرائيلية التي أنشأها مدونون ومستخدمو شبكة الانترنت في تل أبيب لتنظيم المظاهرات. الاحتجاجات الإسرائيلية من أجل توفير فرص عمل وتخفيض غلاء المعيشة ليست هي الأولى من نوعها بل تأتي بعد أيام من احتجاجات مشابهة قامت بها جروبات الكترونية اسرائيلية على الفيس بوك ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وعلى رأسها الجبن وغيرها من مشتقات الألبان ، الأسواق الإسرائيلية تخلو من منتج رخيص السعر والمستهلك الإسرائيلي لا يستطيع شراء ما يكفيه من طعام لنفسه ولأبنائه لهذا فلا حل سوى الفيس بوك والثورة في الشارع. ويأتي الوقود ليكتمل مثلث الغلاء في إسرائيل ، فحتى اذا صمت الإسرائيلي ووضع حجراً على معدته لمنع الجوع وأقام لنفسه عششا من الصفيح والخشب في الشوارع فإنه لن يستطيع ان يسير مئات الكيلومترات على قدميه كل يوم بدلا من ركوب سيارة أجرة أو شراء سيارة خاصة يدفع فيها أضعاف ثمن شرائها بسبب سعر الوقود الذي يشهد تزايدا جنونيا في تل أبيب ، مظاهرات الغلاء كانت منذ أسابيع أيضا من المشاهد المتكررة التي ينقلها تليفزيون تل أبيب كما ينقل مظاهرات الغذاء والمسكن هذه الأيام هذا في الوقت الذي لا يفعل فيه نتنياهو شيئا سوى اطلاق الوعود بحل أزمات مواطنيه دون تنفيذ .