أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس أن تل أبيب ليس لديها نية لشن هجوم على لبنان، وهو الإعلان الذي جاء بعد تصريحات أدلى بها الوزير الإسرائيلي يوسي بيليد متوقعاً فيها قرب اندلاع مواجهة جديدة مع منظمة حزب الله اللبنانية. ونفى رئيس حكومة تل أبيب في بيان له توقعات بيليد لافتا إلى أن إسرائيل لا تبحث عن أي نوع من المواجهة مع لبنان. وكان بيليد قد صرح أمس الأول بأن العالم فشل في تعامله مع حزب الله وأن هذه المنظمة زادت قوة منذ حرب لبنان الثانية مهددا بقوله " إذا اندلع صراع في الشمال سنحمل كل من لبنان وسوريا المسئولية". واعترف بيليد بفشل حرب لبنان الثانية قائلاً "حقاً لقد حدث فشل" إلا أنه لم يحمل مسئولية هذا الإخفاق لشخص بعينه موضحا أنه ناتج عن تراكمات سنوات طويلة سبقت الحرب منذ أن تقرر تقليص القوات البرية وسيادة الاعتقاد داخل تل أبيب بأنه يمكن تحقيق حسم عسكري في المعركة مع حزب الله عن طريق الصواريخ وسلاح الجو. في المقابل، قال مسؤول منطقة جنوب لبنان في حزب الله الشيخ نبيل قاووق اعتبر مسؤول رفيع في حزب الله تزايد الحديث الإسرائيلي عن حرب ضد لبنان خلال الفترة الأخيرة يأتي بسبب مخاوف اسرائيل من اقتراب الذكرى الثانية لاغتيال القائد العسكري البارز للحزب عماد مغنية والذي هدد الحزب الشيعي بالانتقام له. وقال "ان التهديدات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان تعكس ارتفاع مستوى الهلع والرعب الذي يجتاح الإسرائيليين مع اقتراب الذكرى السنوية لاستشهاد القائد الحاج عماد مغنية". واضاف "ان العدو يعلم بان دماء الشهيد مغنية ستبقى تلاحقه حتى هزيمته الكبرى". واغتيل مغنية في 12 فبراير 2008 في دمشق في تفجير سيارة مفخخة. واتهم حزب الله اسرائيل باغتياله. واكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله لاحقا ان الحزب يحتفظ لنفسه بحق الرد على مقتل مغنية. واعتبر قاووق ان ازدياد التهديدات الاسرائيلية للبنان "يضع كل المنطقة على طريق الخطر والعدوان". وتأتي التصريحات الإسرائيلية في ظل ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مؤخرا متوقعة أن تتحول أي مواجهة عسكرية مستقبلية بين حزب الله وإسرائيل إلى "حرب واسعة المدى "بين إسرائيل ولبنان مضيفة في تقرير له إن قيام الحزب بنشر صواريخه الطويلة المدى على مساحة كبيرة في شمال لبنان ومنطقة البقاع سيؤدي حتما إلى اتساع رقعة القتال