«هل تقوم حرب جديدة؟» هكذا تتساءل الأوساط الإسرائيلية الآن متوقعين حدوث مواجهة عسكرية كبري بين كل من حكومة تل أبيب الحالية وحزب الله، وهو التساؤل الذي لم تكن لتبديه تلك الأوساط إلا لعدة مؤشرات علي رأسها تصريحات عدد من مسئولي تل أبيب المتضاربة حول وقوع تلك الحرب ففكرة التضارب نفسها تشير إلي أمر ما قد يشهده العام الحالي بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي. جادي إيزنكوت قائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي أحد الشخصيات التي تلعب دورا في فوضي التصريحات حول حرب قادمة مع حزب الله، حيث ينفي إيزنكوت أن تكون التصريحات التي أدلي بها بعض مسئولي بلاده أو التقارير الإعلامية التي نشرتها صحف تل أبيب حول وجود توتر علي الحدود الإسرائيلية اللبنانية أن تكون تلك الأمور مؤشرا ودليلا علي الواقع أو تنبئ بمواجهة جديدة بين الطرفين، هكذا يردد إيزنكوت هذه الأيام في أحاديثه للإذاعات والقنوات العبرية أو في محاضراته التي يلقيها بمعهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب. الدور الذي يلعبه إيزنكوت معروف وفقا لقواعد لعبة قديمة كثيرا ما تمارسها تل أبيب حيث يظهر أحد المسئولين صباح أحد الأيام ليهاجم دولة عربية ما أو طرفاً ما معتبرا أن حربا قادمة في الطريق، بعدها بساعات يخرج بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية أو أي وزارة وهيئة حكومية أخري بتل أبيب يفند ما قاله المسئول الأول، ونظرا لأن هذه اللعبة تكررت كثيرا فقد أصبحت تثير الملل لكثرة استخدامها بهدف تخويف الجانب الآخر أو جس النبض من قبله أو أي سبب آخر. والناظر إلي مايحدث هذه الأيام فيما يتعلق بحرب جديدة مع حزب الله سيجد تصريحات أدلي بها يوسي بيليد أحد وزراء نتنياهو بلا حقيبة يؤكد فيها أن العالم فشل في تعامله مع حزب الله وأن هذه المنظمة زادت قوة منذ حرب لبنان الثانية محذراً: إذا اندلع صراع في الشمال سنحمل كلاًّ من لبنان وسوريا المسئولية، مهددا باستخدام القوة مع الجانب اللبناني ، بعدها بساعات أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده ليس لديها نية لشن هجوم علي لبنان، لافتا إلي أن إسرائيل لا تبحث عن أي نوع من المواجهة مع لبنان كما تسعي للسلام مع جميع جيرانها. ولدإيزنكوت عام 1960 في إيلات، لواء بالجيش الإسرائيلي، انضم للجيش الإسرائيلي عام 1978 ملتحقا بلواء جولاني كمحارب وقائد كتيبة، ثم قام بالمرور بدورة تدريبية عمل بعدها قائدا لأحد أقسام نفس اللواء، ثم ضابطا بوحدة العمليات التابعة للواء ،وفي عام 1992 تم ترقيته لرتبة عقيد وذلك ليتولي منصب قائد لواء الاحتياط الإسرائيلي المسمي «كرملي» وفي عام 1997 تم تعيينه قائدا للواء الجولاني، وفي عام 1999 تم ترقيته لرتبة عميد ليصبح السكرتير العسكري لرئيس الحكومة ووزير الدفاع، في عام 2005 تم ترقيته لرتبة لواء وتولي رئاسة هيئة العمليات بالجيش الإسرائيلي ثم قائداً للمنطقة الشمالية الإسرائيلية في سبتمبر 2006، ويحمل شهادة في التاريخ العام من جامعة تل أبيب كما أنه خريج أكاديمية العلوم العسكرية بالولايات المتحدة.