افاد قائد عسكري صهيوني الاربعاء ان قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الصهيوني تعتبر ان "عشرات وحتى مئات" المدنيين سيقتلون في منطقة تل ابيب في حال تعرضها لهجمات صاروخية، مشيرا الى ان الصواريخ ستكون بعدد اكبر من الصواريخ التي اطلقت من العراق في حرب الخليج الاولى (1991)، واكثر دقة واشد فتكا، وبحسبه فان الجاهزية الصهيونية لمواجهة هذه الصواريخ ستكون اعلى بكثير. وقال الكولونيل آدم زوسمان قائد المنطقة الوسطى في الجبهة الداخلية في الجيش الصهيوني التي تضم تل ابيب "خلال الحرب المقبلة، ستنهمر قذائف وصواريخ يتم اطلاقها من كل الجبهات على تل ابيب.. نعتبر انها ستحصد عشرات وحتى مئات القتلى".
وادلى الكولونيل بهذه التصريحات في وقت تجتمع فيه الحكومة الامنية الصهيونية الاربعاء لمناقشة سبل حماية المدنيين في حال الحرب.
ويأتي هذا الاجتماع مع اقتراب الذكرى السنوية العشرين لاندلاع حرب الخليج الاولى عام 1991 والتي اطلق خلالها العراق 39 صاروخا من نوع سكود مزودة برؤوس تقليدية على الدولة الصهيونية، وبشكل اساسي على تل ابيب وضاحيتها.
وادت هذه الصواريخ الى سقوط قتيلين واكثر من 300 جريح.
وتل ابيب هي العاصمة الاقتصادية للدولة الصهيونية وفيها مقر وزارة الحرب ورئاسة الاركان.
الى ذلك، اكد زئيف تزوكران رئيس السلطة الوطنية للاوضاع الطارئة ان حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية تزودا "بأسلحة ذات مدى اطول واكثر قوة" خلال السنوات الاخيرة.
وقال تزوكران ان حزب الله يملك عشرات الاف الصواريخ تحوي رؤوسها على مئات الكيلوجرامات من المتفجرات التي يمكن ان تلحق اضرارا كبيرة جدا.
وبحسب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو فان حزب الله يملك 60 الف صاروخ وقذيفة. وردا على سؤال حول رد فعل السلطات في حال الحرب، توقع تزوكران حصول "نزوح جماعي للسكان".
وقال "ان جزءً من هؤلاء الناس سيذهبون للجوء لدى اقربائهم، فيما الاخرون سيتم استقبالهم في الملاجئ العامة والطوابق السفلية في المراكز التجارية والمباني العامة".
كما ذكر بان القانون الصهيوني يفرض منذ العام 1962 بان يتم تزويد كل مسكن يجري تشييده بغرفة مبنية بالباطون المسلح للسماح لسكانه بالاختباء فيها في حال الطوارئ. الا انه اوضح ان ثلث المساكن المبنية قبل العام 1962 والبالغ عددها مليونين لا تضم هذا النوع من الغرف.
واكد الوزير من دون حقيبة والعضو في الحكومة الامنية يوسي بيليد للاذاعة العامة ان حزب الله وحماس "يتسلحان بهدف ضرب السكان المدنيين، نقطة الضعف لدينا".
واضاف هذا الجنرال السابق "اننا نعيش في جزيرة وسط محيط مسلم معاد". وردا على سؤال حول امكان شن تل أبيب ضربات وقائية اكد بيليد ان "من واجب الحكومة بذل كل ما في وسعها لحماية البلاد".
وخلال العدوان الاخير علي لبنان عام 2006، اطلق حزب الله اربعة الاف صاروخ باتجاه الشمال الصهيونى، ما ارغم اكثر من مليون شخص من سكان المنطقة على الاختباء داخل الملاجئ او الهرب جنوبا.
في نفس السياق، رأت مصادر امنية وصفت بأنّها رفيعة في تل ابيب، انّ الصواريخ الدفاعية في الدولة الصهيونية عاجزة عن صد الصواريخ الايرانية الباليستية، في حال اندلاع مواجهة عسكرية بين الدولتين، وزادت المصادر عينها قائلة انّ كمية الصواريخ الدفاعية لدى تل أيب وهي من طراز حيتس (سهم بالعربية) غير كافية لاسقاط الصواريخ التي ستُطلق باتجاه عمق الدولة الصهيونية في حال نشوب حرب بين الدولتين.
واضافت المصادر، انّه اذا انطلقنا من الفرضية القائمة والقائلة انّ ايران تملك عشرات منصات الاطلاق فاننّا نصل الى النتيجة بانّ طهران قادرة ضرب العمق الصهيوني يوميا بعشرة حتى عشرين صاروخا من طراز شهاب على مدى اسبوعين حتى شهرين.
وتؤكد مصادر صهيونية على انّ الولاياتالمتحدةالامريكية ستنضم الى المجهود الحربي الصهيوني وستمنحها غلافًا جوياً يساهم الى حد كبير في اسقاط الصواريخ الباليستية الايرانية، ولكن بالمقابل يقول المحلل، اليكس فيشمان في "يديعوت احرونوت": "علينا الا ننسى ان ايران لن تكون لوحدها في المعركة، فحسب احد السيناريوهات الموجودة لدى صناع القرار في تل ابيب فانّه من غير المستبعد بالمرة انْ تنضم سورية الى المعركة وايضا منظمة حزب الله اللبنانية، بحيث ستقوم سورية وحزب الله باطلاق صواريخ من طراز سكاد C وسكاد D باتجاه العمق الاسرائيلي"، وبالتالي، تقول المصادر، على أيّة حال فانّ الدولة الصهيونية بحاجة اليوم الى منظومة صواريخ دفاعية اكبر بكثير من تلك التي تملكها.