بعد أن أعلن الحزب الحاكم عن مرشحيه للانتخابات المقبلة يوم 28 نوفمبر بدفعه بثلاثة أو أربعة مرشحين على كل مقعد ليدفع الناخب بدوره لتقمص دور العريس، بتقديم ثلاثة أو أربعة وجوه له دفعة واحدة وعليه أن يختار. زي اللي رايح يخطب بنت واحد من الناس وماشفهاش قبل كده فراح أبوها مقدم له أربعة من بناته دفعة واحدة .!وقال له اختار يابني خد لك واحدة ..! ده بالظبط اللي عمله الحزب فجعل من الناخب العريس، ومن مرشحيه العروس واختار ياسيدي إذا مش عاجباك "علية" فعليك ب"روحية" وان ماعَجَبِتش لادي ولادي خد بدرية" واذا احتار دليلك ارجع تاني وفاضل بين "بدرية" وأختها "سعدية" بالله عليكم مش دي الحقيقة التى وضعها الحزب الوطني وكده يقع العريس فى حيص بيص وفى الآخر يختار وبكده يبقي وقع فى حيلة أبو البنات بعد أن دفعه إلى عالم التوهان ويتزوج العريس الناخب من واحدة ويغني ويقول "يحيا أبوها يحيا والوطني اكتسح الناحية" وهيص يابو العروسة "وزرغدي يابنت فى عبك"! لكن اقبال الحزب الوطني على هذه الخطوة المفاجئة دون تفكير بتعمق، ألم يفكر كيف سيكون التزوير و"التقفيل"؟ وأن هذه الخطوة أصبحت حائلاً بينه وبين الوصول للتزوير فإذا أراد أن يزوّر ويخم العريس سيدفع بأي عروس امامه ليتزوج منها ولاكلهم ولاده ومش فارقة فالتزوير واقع لامحالة دون التفكير فى عواقب.!؟ وبكده بدلاً من أن يضع كل منافس من المعارضة مندوبا على صندوق الانتخاب لمنع التزوير.. قام الحزب الوطني بوضع اثنين أو ثلاثة لمرشحيه إذا أراد أحدهم التزوير وقف له الآخر بالمرصاد.! وكل ذلك أعتقد أنه في صالح المعارضة لأن أصحاب المصلحة في التزوير أصبحوا خصوماً لبعضهم البعض .. وسوف تكون المعارك المقبلة بين المرشحين من الحزب الوطني فيها طحن وسوف تسفر عن جرحى وقتلى من بين أعضاء الحزب أنفسهم، أم سيكون الفائز محدداً سلفاً بمندوب واحد عن مرشحي الوطني فى لجنة الاقتراع.! اللعبة حلوة ومسلية ومع أنها فى صالح خصومه السياسيين إلا أنه فى ذات الوقت قد تكون وبالا على الحزب الوطني الديمقراطي بنشر الحقد والضغينة بين المنتسبين اليه من المرشحين وقد تكون فيها نهايته.! ..وما أقبل عليه الحزب الوطني ليس صدفة كده زي ما البسطاء من الشعب فاهمين, بل حيلة جديدة فى كيفية ادارة الانتخابات بطريقة ارقى وألذ وأطعم للناظرين والمتابعين، فهو بذلك عامد متعمد عاوز يفتت الأصوات ويقطع الطريق على المنافسين من إخوان ووفديين وناصريين إلى آخر القائمة اللي كلنا كده عارفينها من وجهة نظره، على باله فعلا إن الانتخابات نزيهة ومفيش "تقفيل". ليضمن زواج العريس من العروس على الرغم من توهانه بين البنات ثلاثاً كانوا أو أربعاً المهم تقام مراسم الزواج بصرف النظر عن الهوس الذي سيسيطر على اللي ماوقعش عليهم الاختيار وأصبحوا بالمعني البلدي المشرشح بايرين تمام "زي البنت البايرة.!"مش مهم العواقب الأهم الحزب ضمن انه قلش منافسيه او قل قلش شوية منهم وياكش تولع، وضمن كمان انه بيعمل انتخابات نزيهة امام الرأي العام الأفرنجي اللي عمال ينتقد فى النظام.! وبشوية فتاكة وفكاكة وفهلوة صناعة مصرية ضرب الحزب كل العصافير الطائرة بحجر واحد وزف العروسة للعريس واتخلص من المتاعيس من اعضائه دفعة واحدة ليقعوا صرعي ويناموا فى بيت أبوهم لأربع سنوات قادمة. وانفك من منافسيه وقال يافكيك واللي مش عاجبه يروح يخبط دماغه فى أقرب حيطة. وينتهي الفرح ويحقق الوطني ماأراد بالاحتفاظ بالاغلبية اللي هو عاوزها ومن شغل إيديه وكمان يحتفظ بالوجوه اللي دخلت موسوعة "جينيس" بكتمانها على أنفاس الشعب منذ مايزيد على 4 عقود وسيغني الناجِحونِ من أعضائه والمحددون سلفاً "يحيا أبوها يحيا والوطني اكتسح الناحية" وصوّتي ياللي مانتيش غرمانة..!؟