رحمك الله يا أبا صلاح، فلست وحدك من أصيب ب"الله أكبر في اللامؤاخذة"، وإنما تحول وطن كامل إلى الله أكبر في اللامؤاخذة. اسمع يا سيدي بقية برنامج الحزب الوطني. استعرض البرنامج إنجازات الحزب الاقتصادية، واجتيازه بمصر الأزمة الاقتصادية العالمية، وتوفير فرص عمل للشباب، والارتفاع بمستوى المواطن المعيشي.. الله أكبر في اللامؤاخذة ولله الحمد، ده إيه الفتوح ده كله؟ يمكن حصل وأنا كنت نايمة. وقد تكون الصحف "البذيئة" هي المسئولة عن إظلام الصورة المشرقة.. الله أعلم في اللامؤاخذة برضه. النقطة الثالثة، أو الوعيد الثالث، في برنامج الحزب الوطني - بعد إرساء قواعد الدولة المدنية، وإعادة صياغة دور الدولة - هي إعلاء البعد الاجتماعي وجودة الخدمات كركيزة لإ صلاح، وهي نقطة:"تستهدف مساندة الأسر الأولى بالرعاية وتمكينها لكي تصبح قادرة علي الكسب والخروج من دائرة الفقر". في هذا البند الخير الكثير، فالحزب يعد المواطنين بأن يصل الدعم والضمان الاجتماعي لمستحقيه، وبأن يرفع الأجور، ويقوم بتأسيس البنى التحتية، ويفرض على شركات القطاع الخاص أن تساهم في المشاريع الخدمية والبنى التحتية.. أيوه أيوه، هذا ما كانوا يقصدونه بإعادة صياغة دور الدولة، سيقوم الحزب الوطني بتسريب كل الخدمات للقطاع الخاص حتى يتفرغ هو لجمع الضرائب، وسيتولى القطاع الخاص شبح المواطن في تقديم الخدمات، يعني مثلا بالنسبة لخدمتي المياه والصرف الصحي ستجد امرأة تحدثك في الحمام: لأخذ دوش ساخن اضغط الرقم واحد، لأخذ دوش بارد اضغط الرقم اثنان، لشد السيفون اضغط شباك عشان الهوا يطس في جفاك، ثم فجأة تخفض صوتها وهي تقول: برجاء الانتباه أن سعر الدقيقة لأي نشاط داخل الحمام 20 قرشا فقط.. ثم تعود وترفع صوتها بالحياني: للغة العربية اضغط الرقم واحد، للعودة إلى القائمة الرئيسة.. رد على مراتك بتنادي عليك. بكره فك الزنقة يبقى بفلوس، ومنظرك وحش قوي لو أنت في وسط زنقتك وتفاجأ بالسيدة هي هي: عفوا، لقد نفد رصيدكم، برجاء التوقف حالا لإعادة شحن البطاقة وبعدين تعالى كمل براحتك. ومع ذلك، لا يكف كاتب البرنامج - أيا كان منه لله - عن ترديد الوعود بانتشال الفقراء من فقرهم، و"استهداف الفقر". "استهداف" هذه ليست مريحة بالمرة، آمل ألا تكون طريقة الحزب الوطني في القضاء على الفقر تتشابه مع منهج أفلاطون وتوماس مور وهتلر: اجعل منهم شهداء وأرح العالم من أعبائهم. تحت نفس البند، وعدنا الحزب الوطني بتطوير التعليم، والصحة، وتوفير فرص عمل، وتمكين الفقراء، ولم يبق إلا حل قضية فلسطين، ولحام ثقب الأوزون، وإصدار أمر بالإفراج عن الأستاذ حراري المحتبس من سرايا النيابة، ومنحنا كوبونا ندخل به الجنة يوم القيامة. مازلت أسأل: كل هذا سيتحقق في خمس سنوات، بينما لم يفلح الحزب في تحقيقه منذ 35 سنة؟ على رأيك.. المهم البركة