جاءت كل التفاصيل بشكل سريع متلاحق فلم يكن هناك وقت كاف للتفكير فجاءت كل ردود الفعل بشكل عفوي بداية من الانتظار أمام شريط أخبار الجزيرة بعد النكته السخيفة التى أستقبلها تليفوني المحمول بنفي ابراهيم عيسى عن جزيرته الدستور فجأة وجدت نفسي داخل قسم التحقيقات وسط زملائي بالرغم من أني مراسل المنوفية لم اشعر بأية تفاصيل ما بين المنوفية ومقر الجريدة دائما ما كنت أشعر أنني لست من الدستور لسبب البعد وأعتقادي الدائم أن المراسل دائما مضطر دائما للكفاح ضد هيئة التحرير بقدر أكبر من الصراع من أجل تحرير الخبر أو الموضوع في النهاية هو مرض يصاب به كل صحفي متعصب لأنتاجة الصحفي وتفاعله الشديد مع المقهورين داخل نطاق عمله . الغريب في الامر أنني اصبجت شخصين شخص يفعل بلا تردد بعد أن تم أغتصاب جريدته وشخص اخر يراقب تلك الافعال ويحاول يائسا معرفة الدوافع والاسباب التى جعلته صامدا متواجدا مع زملائه الجبارين فقط أردت أن أقول من تلك ردود الافعال أننا لسنا موظفين أو ارزقيه وكذلك الرفض الدائم لأن نكون جزء من اللعبة اصعب خطوة فيها أن تقول مش لاعب تجد أن ما يتعدى الثلاث سنوات بالكفاح داخل صفحات الجريدة مرتبط بقرار سريع ولكن على عكس التوقع جاء القرار سريع ومريح في نفس الوقت . بالرغم من شعورى الدائم انني لست دستوري أكتشفت أخيرا أن الدستور أصبحت مثال مصغر من مصر الوطن لا مصر الوطني أو مصر الاخوان التي نشعر دائما أنها لم تعد وطن لنا الذي قال عنها العملاق صلاح جاهين " بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب ". هذه الدستور مصرنا التى أردناها بحلوها ومرها حدوته مصرية لم تكتمل هزت مصر على مدار خمسة عشر عام بإصدارين من جهد ونضال الزميل والاب الروحي لكل الدستوريين وأصبحت درسا لجموع الصحفيين في مصر في النضال وكشف الفساد السياسي أتذكر عندما كنت مجرد قارئ للدستور لم تكن أحلامي تتعدى أن أمر فقط من أمام مقر الدستور أو شراء الجريدة ليلا كما يفعل أهل القاهرة للحصول على متعه مبكرة.