أجرى المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل مباحثات امس مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وكان ميتشل وصل أمس الاول الخميس إلى العاصمة اللبنانية بيروت آتيا من دمشق. قالت مصادر دبلوماسية سورية ان ميتشل طلب من الرئيس السوري بشار الاسد خلال زيارته الى دمشق الدعم في تخفيف معارضة الفصائل الفلسطينية لمفاوضات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين برعاية امريكية. وقال ميتشل، في تصريحات للصحفيين عقب محادثات أجراها مع الأسد بحضور مساعده فريدرك هوف ومستشارة الأسد بثينة شعبان ووزير الخارجية وليد المعلم، إنه أجرى محادثات مفيدة مع الرئيس السوري. وجدد ميتشل التأكيد على ضرورة أن السلام في المنطقة يجب أن يشمل المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية وتطبيعاً كاملاً للعلاقات بين إسرائيل ودول المنطقة، ولفت ميتشل إلى أنه أكد للرئيس السوري أن جهود الإدارة الأمريكية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا تتعارض مع هدف تحقيق السلام الشامل بما في ذلك السلام بين سوريا وإسرائيل. وقال السفير السوري في العاصمة التركية أنقرة نضال قبلان، لصحيفة "القدس العربي" العربي الصادرة في لندن، أن زيارة ميتشل هي لوضع دمشق بصورة المفاوضات السلمية الجارية. واستبعد اقبال ان تكون زيارة ميتشل لسوريا بهدف دفع مسار السلام السوري-الاسرائيلي، قائلا "إنه من الصعب تخيل إحراز أي تحرك على المسار السوري الإسرائيلي لأنه لا يوجد ما يوحي بإمكانية ذلك". ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي سوري القول إن زيارة ميتشل جاءت لطلب الدعم السوري في تخفيف حدة المعارضة التي تتبناها الفصائل الفلسطينية لتلك المفاوضات التي تجري بين سلطة رام الله وتل أبيب. واشار مراقبون الى ان سوريا وعلى غير عادتها لم تنتقد المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. مشيرين الى انه باستثناء تناول بعض الافتتاحيات بالصحف الرسمية للمفاوضات، لم يصدر اي تصريح حول الموضوع. وربط احد المراقبين الذي رفض الكشف عن اسمه الموقف السوري بالتقارب مع السعودية وزيارة الملك عبدالله بن عبد العزيز لدمشق، حيث يعتقد ان العاهل السعودي حمل رسالة امريكية الى دمشق، حول الاستعداد الاسرائيلي للسلام واعادة الجولان مقابل التطبيع العربي، والتوقف عن دعم الموقف الايراني وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق. وقال المراقب ان سوريا ما زالت تفضل الوساطة التركية، وتفضل تجميد الوساطات الى ان يعود الدفء للعلاقات التركية الاسرائيلية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة.