لم تكتمل فرحة جماهير الأهلي بالصعود إلي المربع الذهبي لبطولة دوري أبطال أفريقيا بعد الفوز المهم الذي تحقق علي حساب فريق هارتلاند النيجيري بهدفين مقابل هدف في المباراة التي أقيمت الأحد الماضي باستاد القاهرة في إطار الجولة قبل الأخيرة لدور الثمانية. فقد سيطرت حالة من عدم الرضا لدي الجماهير علي مستوي الفريق خلال الفترة الماضية بشكل عام وفي مباراة هارتلاند بشكل خاص، ومازالت الجماهير تضع أيديها علي قلوبها خوفًا من المصير المجهول لمستقبل الفريق هذا الموسم، وقدرته علي الفوز بالبطولات، ولاشك أن تخوف الجماهير يعتبر ظاهرة صحية، لاسيما أن الأرقام تثبت سوء مستوي الأهلي سواء منذ انطلاق الموسم الجاري أو خلال الماراثون الأفريقي. فالفريق الأحمر اهتزت شباكه من جميع المنافسين في البطولة الأفريقية بداية من دور ال 32 أمام فريق الجانرز بطل زيمبابوي عندما نال الأهلي الهزيمة في مباراة الذهاب بهدف نظيف، قبل الرد بهدفين بشق الأنفس في مباراة الإياب، بينما في دور ال 16 تلقي هدفين من الاتحاد الليبي، ثم رد بثلاثية نظيفة في مباراة مثيرة. وفي دور الثمانية زاد الوضع سوءا للأهلي، حيث اهتزت الشباك في كل المباريات، ففي الجولة الأولي تعادل مع هارتلاند بهدف لكل منهما، ثم فاز علي الإسماعيلي 1/2، ونال الهزيمة أمام شبيبة القبائل الجزائري بهدف نظيف، قبل أن يتعادل معه في الجولة الرابعة بهدف لكل منهما، ثم تخطي هارتلاند مؤخرا 2/1، بينما في بطولة الدوري، فقد خاض الأهلي ثلاث مباريات، تعادل مرتين، الأولي سلبيا أمام الشرطة والثانية مع المصري بهدف وتفوق علي طلائع الجيش بهدف نظيف. وينتظر عشاق الأهلي حدوث انفراجة في مستوي الفريق الأحمر، ليعود إلي مساره الطبيعي نحو تحقيق الانتصارات وحصد البطولات، فهل يكون الفوز علي هارتلاند نقطة تحول في الماراثون الأفريقي ويدفعه نحو استعادة اللقب؟. ووفقا للتاريخ فإن الأهلي -نادي القرن الأفريقي - يأتي في مقدمة المرشحين لحصد اللقب في ظل وجود كل من الترجي التونسي ومازيمبي الكونغولي والشبيبة، فالفريق الأحمر يضم لاعبين أصحاب خبرات كبيرة في التعامل مع المواقف الصعبة، مثل أبوتريكة وبركات ووائل جمعة وأحمد فتحي وسيد معوض، وجميعهم أسهموا بدور كبير في فوز الأهلي والمنتخب الوطني بالبطولات خلال الفترة الماضية. وفي الوقت نفسه يحاول حسام البدري - المدير الفني - إنقاذ الفريق بالعودة لاعتماد علي الشباب، حيث منح شهاب الدين أحمد الفرصة علي حساب أكثر من لاعب أبرزهم محمد شوقي، كما يسعي محمد طلعت للتمسك بالفرصة ويحاول أحمد شكري العودة مجددا بعد تخلصه من الإصابة في الحوض. يأتي ذلك في الوقت الذي يعتبر فيه حصول الأهلي علي المركز الثاني في المجموعة مصدر تفاؤل، حيث سبق للفريق الفوز باللقب الأفريقي في ظل هذه الظروف، كان أبرزها عامي 2002 و2006، لاسيما أنه سيكون من حقه عند الصعود للنهائي، خوض مباراة العودة بالقاهرة.