أسفرت مبادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإطلاق مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين هذا الأسبوع، عن وعود بعقد جولة ثانية من المفاوضات منتصف الشهر الحالي. وفي ختام الجولة الأولي من المفاوضات، التي شهدتها العاصمة الأمريكيةواشنطن الأربعاء والخميس الماضيين، أعلن السيناتور السابق جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعملية السلام في الشرق الأوسط، أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني اتفقا علي أن يلتقيا مجدداً في 14 و15 سبتمبر الحالي. وأوضح ميتشل أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عقدت بعد افتتاحها المحادثات مناقشة علي نطاق أضيق مع كل من عباس ونتنياهو وميتشل فقط، وبعد ذلك عقد نتنياهو وعباس اجتماعاً ثنائياً خاصاً في الوقت الذي بدأ فيه مساعدوهما محادثات منفصلة للإعداد للجولة التالية من المفاوضات. وقال ميتشل إن المكان المقرر أن تعقد فيه الجولة التالية لا يزال قيد المناقشة، غير أنها ستعقد في منطقة الشرق الأوسط، منبهاً إلي أنه وكلينتون سيشاركان كذلك في الجولة الثانية من المفاوضات. ويبدو أن النية تتجه لعقد الجولة الثالثة قبل 26 من الشهر الحالي، لتجنب انهيار سريع محتمل للمفاوضات، في حالة إذا لم تقرر الحكومة الإسرائيلية تمديد فترة تجميد بناء المستوطنات. وحذر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من أن المفاوضات ستنتهي إذا لم تقم الحكومة الإسرائيلية بتجميد بناء المستوطنات، بينما يتعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لضغوط داخلية هائلة لإنهاء هذا التجميد واستئناف بناء المستوطنات، في واحدة من أكثر القضايا تعقيداً علي طاولة المفاوضات. وبحسب الجدول الزمني للاجتماعات الدورية المزمع عقدها بين الجانبين، فإن موعد الجولة الثالثة سيكون بعد 26 سبتمبر، مما دفع إلي إطلاق محاولة لتعجيل اللقاء إلي قبل ذلك الموعد. علي جانب آخر، تعددت ردود أفعال الأوساط الإسرائيلية الإعلامية والسياسية علي افتتاح المفاوضات المباشرة بين تل أبيب ورام الله أمس الأول في واشنطن ما بين تفاؤل حكومي رسمي من نجاح تلك المفاوضات وتوقع إعلامي بفشلها ووصفها ب«عرض مسرحي». وتساءلت صحيفة معاريف اليمينية في تقرير لها: «هل نتنياهو جاد؟ هل هو ناضج إلي درجة كافية لاتفاق سلام تاريخي؟ مجيبة عن ذلك بأن الآراء متضاربة وأن الإسرائيليين شعروا بأنه يقوم بالتمثيل، بينما رأت صحيفة «إسرائيل هيوم» المحسوبة علي حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو أن الأمل في نجاح المفاوضات ما زال يمتزج بالشك. كما وصفت صحيفة «هاآرتس» العبرية المفاوضات ب«مسرحية» من إنتاج أمريكي وتمثيل عدد من الممثلين الشرق أوسطيين، مضيفة أن عباس ظهر كأنه تم جره لحفلة لم يكن راغباً في المشاركة بها، وبالرغم من جلوسه لمدة ساعة بجانب نتنياهو فإنه لم يتبادل معه كلمة واحدة، حتي المصافحة بين الاثنين ظهرت كأنها من باب المجاملة وبلا أي نوع من الحميمة.