تجري مصر والولايات المتحدة مشاورات حاليا تستهدف استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بعد ان أعلن الفلسطينيون مقاطعتهم المفاوضات في مطلع أكتوبر الماضي، عقب رفض إسرائيل تجديد قرارها بتجميد بناء المستوطنات بالضفة الغربيةوالقدسالشرقية. ويبحث الجانبان المصري والأمريكي عبر القنوات الدبلوماسية، إحياء المفاوضات غير المباشرة، في ظل تمسك الفلسطينيين بضرورة صدور موقف إسرائيل جاد حول تجميد الاستيطان كشرط للعودة لمائدة المفاوضات. وسيبحث المسئولون المصريون مع الموفدين الأمريكيين دينس روس والسيناتور جورج ميتشل إمكانية إطلاق مفاوضات غير مباشرة خلال الزيارة التي سيقومان بها إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام القادمة. وترغب مصر في استئناف المفاوضات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، باعتبار أن إسرائيل هي المستفيد الأول من الجمود الحالي في عملية السلام، باعتباره يوفر فرصة لها للالتهام ما تبقى من أراض بالضفة الغربية ومحاصرة القدسالشرقية بالمستوطنات. وتجرى مشاورات مكثفة في الوقت الحالي بين القاهرة ورام الله بغرض تنسيق المواقف قبل وصول المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشل، ومغادرة المفاوض الفلسطيني صائب عريقات إلى واشنطن للبحث في سبل تحريك عملية السلام والعودة للمفاوضات غير المباشرة. من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي الخبير بمركز دراسات الشرق الأوسط، أن هناك حالة غموض تسود عملية السلام زادتها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تراجع الضغوط عليه في مسألة تجميد الاستيطان، ما أوجد حالة من الشكوك من الجانب العربي والفلسطيني حيال الدور الأمريكي. وقال ل "المصريون"، إنه "ليس هناك خيار أمام الفلسطينيين إلا التحرك في المسار الدولي لانتزاع قرار من الأممالمتحدة بإدانة الاستيطان، وكذلك العودة للمفاوضات غير المباشرة باعتبارها الخيار المتاح حاليا بعد تراجع إدارة الرئيس باراك أوباما عن مساعيها الجادة لتحريك عملية السلام". وأشار إلى أن مصر ترغب بقوة في استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل- بأي شكل من الأشكال- وهو ما قال إن الهدف منه قطع الطريق على حكومة نتنياهو لفرض واقع جديد على الأرض.