تظاهر نحو 300 ناشط حقوقي في وجود أمني مكثف أمس أمام دار القضاء العالي احتجاجاً علي مذبحة نجع حمادي التي أودت بحياة ستة أقباط عقب صلاة قداس عيد الميلاد. وشارك في المظاهرة الإخوان المسلمون وما يقرب من ثلاثين منظمة حقوقية بينهما 26 منظمة أعضاء اللجنة القومية لمواجهة العنف الطائفي التي تأسست الأسبوع الماضي، ورفع المتظاهرون لافتات تقول «مصر لكل المصريين»، و«لا للطائفية ولا للعنف الطائفي» و«حرية الاعتقاد تلك هي القضية» وهم يهتفون «يادي الذل ويادي العار مصري بيضرب أخوه بالنار»، و«مصر يا بلدي يا نور العين بلدي عمره ما كان بلدين»، و«المسيحي جنب المسلم والقرآن جنب الإنجيل»، و«يا مبارك فينك فينك دم أولادنا بينا وبينك». وقال «محمد البلتاجي» عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين إنه يشارك نيابة عن جماعة الإخوان وندافع عن شعب واحد ونرفض كل صور الطائفية ونطالب بسيادة وإعلاء القانون ومحاسبة المخطئ وعدم التستر علي أي جريمة. وأثناء حديثه هتف المشاركون ضد الأخوان الأمر الذي أثار حفيظة «البلتاجي» والناشط القبطي «جورج إسحق» القيادي بحركة كفاية الذي طالبهم بالكف عن هذا الهتاف، فرد «البلتاجي»: هذه جريمة نكراء ونرفض كل أشكال الطائفية. وقال «إسحق» إن المتظاهرين يدافعون عن شعب واحد وليس عن أقباط مصر فقط، مضيفاً أن من أهان مصر هو النظام الحاكم، وحمل «إسحق» وزير الداخلية ومدير أمن قنا ومحافظ قنا المسئولية الكاملة عن الحادث. وقال «نجيب جبرائيل» رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان إنه سيجتمع اليوم مع ممثلين من الاتحاد الأوروبي لتقديم شكوي دولية ضد مصر لعدم حمايتها الأقباط. ورداً علي «الدستور» عما إذا كانت هذه الشكوي تحمل إساءة لمصر؟ قال «جبرائيل» إن من يسيء إلي مصر هم من يسقعون الأراضي أو يسرقون البنوك أو من يقول إنه لا مشكلات للأقباط في مصر. وطالب «جبرائيل» الرئيس «مبارك» بسحب الملف القبطي من أيدي الأمن علي أن يتولاه الرئيس نفسه. «محمد عبدالمنعم» عضو المنظمة المصرية للتنمية وحقوق الإنسان قال: أنا مسلم وجئت لإدانة تلك الأحداث المؤسفة، وأضاف: أطالب الكنيسة والأزهر ومجلس الشعب والداخلية بعمل لجنة مشتركة للبحث في أسباب تكرار تلك الأحداث ومعرفة من وراءها ومن المستفيد منها ومن يلعب في الملف القبطي في مصر. وفي السياق ذاته، تقدم أمس أعضاء اللجنة الوطنية لمواجهة العنف الطائفي ببلاغ للنائب العام ضد وزير الداخلية ومدير أمن محافظة أسيوط ومدير أمن قنا، قالوا فيه إنه رغم معرفة الأمن بتداعيات الأحداث، فإنه لم يتخذ الإجراءات الوقائية لتأمين الأوضاع في ديروط وفرشوط وملوي وأيضاً نجع حمادي. وأضاف البلاغ أن الأنبا «كيرلس» أسقف نجع حمادي كان قد نبه علي أن صلاة قداس العيد هذا العام ستنتهي مبكراً بعد انتشار الشائعات بأن الأقباط سوف يكونون مستهدفين في تلك الليلة، وقال أيضاً إن الوجود الأمني كان يزداد أيام الأعياد علي الكنائس، وهو ما لم يحدث هذا العام. وأرفقت اللجنة في بلاغها قائمة بها أسماء المتضررين من أحداث فرشوط وأبوتشت ونجع حمادي وقيمة خسائرهم. وأرفقت مع تلك القائمة «CD» عليه تصوير لما جري من دمار وتخريب في قرية فرشوط، وقبيل انتهاء المظاهرة الساعة الواحدة وخمس دقائق حدثت مشادة كلامية بين أحد النشطاء الأقباط هاني سمير ومحمد السيدوالنائب «محمد البلتاجي» الأمر الذي كاد أن يتطور لولا تدخل البعض لفضها.