توقعات بتأثيرات سلبية لاعتقال كرم على التحالفات اللبنانية مخاوف من نجاح كرم في نقل معلومات حساسة عن المقاومة إلى إسرائيل فايز كرم اعترف الضابط اللبناني المتقاعد فايز كرم القيادي في التيار الوطني الحر بزعامة النائب ميشال عون بالتخابر مع اسرائيل في اول ربع ساعة من التحقيق بعد ان القت قوات الامن اللبنانية القبض عليه قبل مغادرته البلاد، واقر بزيارته الى اسرائيل، لكنه انكر تقديم أي معلومات جدية للإسرائيليين. ونقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية توقعات من مصادر سياسية معنية ان يكون لاعتقال كرم انعكاسات داخلية، سواء على مستوى التحالفات القائمة او الاستحقاقات المقبلة والمتوقعة في غضون الأسبوع القادم. في اشارة ربما الى العلاقة القوية بين ميشال عون وزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله. وأكدت الصحيفة ان اعتقال فايز كرم يشكل صدمة قاسية لعون وتحالفاته. ويرى مراقبون ان اعتقال كرم بتهمة التجسس لصالح إسرائيل صدم حزب الله بصفة خاصة، بالنظر إلى أن التيار الوطني الحر يتمتع بعلاقة مميزة مع حزب الله وهناك مخاوف من أن يكون كرم استطاع معرفة بعض الأسرار عن تحركات المقاومة أو تحركات قادة حزب الله وخاصة الشيخ حسن نصر الله . وبحسب صحيفة الاخبار اللبنانية فان المعلومات الأمنية أكدت أن الداخلية اللبنانية والمخابرات رصدتا إجراء المتهم اتصالات عدة بأرقام يشتبه في أن الاستخبارات الإسرائيلية تستخدمها، قبل أن تسهم اعترافات بعض المعتقلين بتهمة العمالة لإسرائيل في تأكيد شكوك فرع المعلومات بوزارة الداخلية. واشارت "الاخبار" إلى أن الداخلية تسترت على هوية "صيده الثمين" حتى أمام شركائه في اصطياد المعلومات، حتى اللحظة الأخيرة، حين ابلغت استخبارات الجيش بنيّتها دهم أحد المنازل لاعتقال أحد المشتبه في عمالتهم من دون تحديد هوية الشخص، مسقطين بذلك مبدأ الحصانة عن بعض السياسيين. لكن الصحيفة اكدت ان المحققين لم يستطيعوا الجزم بعد إن كانت العلاقة بين فايز والاستخبارات الإسرائيلية قد بدأت عام 1992 حين دخل الأراضي الإسرائيلية عبر جزين هرباً من الأجهزة الأمنية اللبنانية، أو عام 1982 حين كان يلتقي ضباطاً إسرائيليين في لبنان، أو عندما كان يشارك في دورة تدريبية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي كل الحالات، تبين أن علاقته مع الإسرائيليين استمرت خلال وجوده في باريس، ثم تفعلت أكثر بعد عودته إلى لبنان. مع العلم بأن فايز جزم خلال التحقيق معه بعدم زيارته إسرائيل إلا مرة واحدة. من جانبها قالت وكالة الانباء المركزية الرسمية ان التحقيقات مع كرم تجري بعيداً من أي ضجيج، مشيرة الى تجاوبه مع المحققين. وتردد في بعض وسائل الاعلام انه اقر بالتعامل مع اسرائيل منذ العام 2005 على الأقل، وإن الأجهزة الأمنية تملك ملفا كاملا عن كرم والتحقيقات معه مستمرة عن تاريخ بدء تعامله وهل تعود الى ما قبل العام 2005 اضافة الى المعلومات التي قدمها الى الاسرائيليين. ونقلت موقع صحيفة المستقبل على الانترنت عن نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، اللواء عصام ابو جمرة، القول ان كشف العملاء في شكل شبه يومي يظهر الانكشاف الكبير للبلد وهو أمر مؤسف. واضاف ان توقيف كرم، "يأتي ضمن ما نشهده هذه الأيام، ومن المؤسف ان يكون البلد وصل إلى هذا الحد الذي نراه، فكشف العملاء اصبح حدثا يومياً تقريباً. اضاف لم أكن أتمنى أن تصل سوسة العمالة إلى هذا المستوى في الحلقة الضيقة لرئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون".