كشفت فضيحة القبض علي الضابط اللبناني المتقاعد فايز كرم القيادي في التيار الوطني الحر بزعامة النائب ميشال عون بتهمة التخابر مع إسرائيل مدي خطورة الاختراق الإسرائيلي للبنان جيشاً وأحزاباً، وخاصة التحالفات في المقاومة اللبنانية اعتباراً لما بين تيار عون وحزب الله من علاقات سياسية متينة. وقالت صحيفة «الأخبار» اللبنانية إن كرم أقر في التحقيقات بأنه كان يلتقي مشغّليه الإسرائيليين مرة كل ثلاثة أشهر في فرنسا، حيث كان يسلمهم معلومات «سياسية» عن لقاءات شخصيات بارزة في التيار الوطني الحر ومن يلتقي بهم العماد ميشال عون، فضلاً عن معلومات يطلبها «المشغلون» عن شخصيات محددة من حزب الله. وتابعت أن كرم أشار خلال التحقيق معه، بحسب مصادر مطلعة، إلي أن الإسرائيليين طلبوا منه استغلال علاقات جيدة تربطه ببعض قياديي حزب الله، من أجل الحصول علي معلومات تفصيلية عن مسئولين أمنيين من الحزب. وأضافت الصحيفة أنه «تبقي نقطة شديدة الحساسية يجري التدقيق بها، مفادها البحث فيما إذا كان الموقوف يعلم بمواعيد اللقاءات التي كانت تعقد بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إضافة إلي اطلاعه علي تفاصيل خاصة عن تلك اللقاءات». من جانبها قالت صحيفة «السفير» اللبنانية إن العميد كرم كان يفترض أنه بعيد كل البعد عن الشبهات، موضحة أنه لم يكن ممكناً كشف تعامله لولا «خطأ بشري» أدي إلي كشف معطيات كانت تحت الرقابة والمتابعة من قبل فرع المعلومات بوزارة الداخلية منذ عام 2007، دون أن يتم ربط تلك المعطيات بالعميد كرم شخصياً. وكشفت تلك المصادر عن أن العميد كرم كان يستخدم ثلاثة خطوط هاتفية أوروبية من دول مختلفة، وهي تتمتع بحماية ضد التجسس والمراقبة، بحيث لا يمكن معرفة أمكنة استخدامها، وقد كان فرع المعلومات يشك فيها نظراً لندرة استعمالها والخصوصية التي تتمتع بها من حيث الحماية. وأشارت المصادر إلي أن «خطأ» حدث أدي إلي كشف المكان والشخص الذي يمتلك أحد هذه الخطوط، فأخضع لرقابة مشددة علي مدي أسبوع وتم جمع كل المعطيات المتراكمة، ليتبين أن العميد كرم هو صاحب الخطوط الثلاثة، وأنه يستخدمها للاتصال بالعدو الإسرائيلي عبر أوروبا التي كان العميد كرم يتجول فيها بعد مغادرته لبنان إلي العاصمة الفرنسية التي يمتلك فيها بعض الأعمال الخاصة. وأوضحت المصادر أن العميد كرم لم يلق القبض عليه في منزله، كاشفة عن أنه تم استدراجه إلي «كمين أمني»، دون أن توضح التفاصيل المتعلقة بكيفية إلقاء القبض عليه.علماً بأن هناك معطيات شبه مؤكدة عن أنه زود الموساد بمعلومات محددة عن «حزب الله». وأضافت «السفير» أن العماد ميشال عون يحاول التخفيف من هول الصدمة في أوساط التيار الوطني الحر، عبر التأكيد أن «ما حصل لن يؤثر علي ثقتنا في أنفسنا وفي الآخرين». وقال عون إن «السقوط من طبيعة البشر، ومن رسل السيد المسيح الذين اختارهم بنفسه سقط 25%، توما سقط بالشك، وبطرس سقط بالخوف، ويوضاس سقط بالإغراء». وقالت صحيفة المستقبل اللبنانية إن عون دعا إلي «الاستمرار في العمل من دون أن تؤثر هذه الحادثة علي التيار»، مؤكداً أن «التيار أقوي ولن تؤثر الحادثة علي الثقة داخله وبين أفراده»، وقال: «بعد هذه الحادثة نحن أقوي ولا نشك ببعضنا البعض، ونتحمل هذه المواضيع وكأنها جزء من المعركة السياسية ومن الخسائر التي تتكبدها في إطار هذه المعركة.