الآن وضحت الحقيقة بشأن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي ستبدأ قريباً بين محمود عباس «أبومازن» والحكومة الإسرائيلية. فلم يكن هناك قرار لأبومازن الرجل الذي تحدي، وقال إنه لن يخضع لهذه المفاوضات إلا بشروط علي رأسها وقف الاستيطان. .. ولم يكن هناك قرار لأي دولة عربية.. ولم يثبت كلام السيد وزير الخارجية أحمد أبوالغيط أن العرب سيذهبون إلي الأممالمتحدة. ولم يثبت كلام جامعة الدول العربية التي رفضت منذ أشهر الدخول في مفاوضات مباشرة.. عادت ووافقت يوم الخميس الماضي بسهولة ويسر في اجتماع لجنة المتابعة العربية. فقد وصلت إلي السيد محمود عباس «أبومازن» رسالة صريحة وواضحة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.. رسالة ترهيب وترغيب «وضح فيها ضيق صدره» بأن يخضع للمفاوضات المباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.. وإلا لن يتعامل مع الرئيس الفلسطيني. .. والرسالة وصلت إلي أبومازن وتم إعلام القيادات العربية بها، ووصلت إليه بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن الشهر الماضي. .. وطالبت الرسالة أبومازن بالبدء الفوري في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وتم تحذيره من الرفض، حيث ستكون لذلك تبعات علي العلاقات الأمريكية الفلسطينية، بل علي شخص «محمود عباس»، فضلاً عن الدعم الذي تحصل عليه السلطة الفلسطينية ورجال عباس حالياً سواء من أمريكا أو الاتحاد الأوروبي.. وقد طمأنت الرسالة أبومازن بأن الدول العربية لن تمانع وهو ما رأيناه بالفعل من زيارات أخيرة بين أطراف عربية، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك من موافقات سريعة.. من جميع الأطراف. .. فهي الخضوع للسياسة الأمريكية. .. فها هو أوباما يعيد تكرار سلفه بوش ويهدد. . فالحكام العرب لا يريدون الدخول في وجع دماغ مع أوباما، خاصة أن هناك تهديدات بالديمقراطية والانتخابات الحرة.. وغير ذلك. .. والسيد محمود عباس.. يريد أن يظل حاملاً صفة الرئيس.. ويتم استقباله كرئيس، وعندما يحضر إلي القاهرة يقيم في قصر الأندلس الرئاسي، وهو الرئيس الذي انتهت فترته، والذي يرفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع أهله في غزة.. ها هو يخضع للمباشرة مع إسرائيل!!