أزمة كبيرة تشهدها مدينة سفاجا حاليا جراء تكدس المسافرين من العمالة المصرية لخدمة الحجاج هذا العام، وذلك فى مقابل عودة كثيفة لأسر الموظفين العاملين بالمملكة العربية السعودية، بعد أن قاربت الإجازة الصيفية على الانتهاء واقتراب موعد بدء العام الدراسى الجديد. مئات المصريين والعرب يفترشون مدخل الميناء البحرى انتظارًا للسفر إلى السعودية الشوارع المحيطة بالميناء أغلقت تمامًا، بينما يعيش المئات من المصريين، بل ومن العرب أيضًا من بينهم أطفال ونساء، مأساة حقيقية، حيث يفترشون الأرصفة، انتظارًا لسفرهم. بعد أن ارتفعت أسعار الحجوزات فى الفنادق سيئة الخدمة من 150 جنيها لليلة الواحدة، إلى 500 جنيه، كما تعرض عديد من السيدات والأطفال للإعياء الشديد، نتيجة النوم فى الشوارع والأكل الملوث من المحلات.
ورغم ذلك لم توفر مديرية الصحة بالبحر الأحمر سيارة إسعاف لعلاج المرضى، كما شهد الميناء تكدس مئات الأسر التى تعمل بالسعودية، معظمهم مدرسون أمام الميناء، بسبب تغيير مواعيد السفر وتأخير العبارات، وأصبح المشهد مثيرًا للخجل بالنسبة إلى الجهات المعنية، سواء أمنية أو تنفيذية، والتى غابت تمامًا عن الصورة. ويأتى سبب التكدس بعد بيع تذاكر للمسافرين إلى السعودية ودول الخليج، بالشوارع وأمام الميناء بشكل عشوائى، من قبل شركتين للسياحة تحتفظ «التحرير» باسمهما، وذلك دون الالتزام بعدد الركاب فى كل عبارة ومواعيد سفر العبارات، بالإضافة إلى بيع التذاكر بأسعار باهظة.
وما زاد من المأساة، أن غالبية المكاتب الخاصة بحجز وسفر الركاب أغلقت أبوابها، بينما أنها لم تصدق فى مواعيد الحجوزات أو مواعيد تسليم التذاكر وجوازات السفر للركاب، ما تسبب فى انتظار البعض أمام الميناء منذ أسبوع. ورصدت «التحرير» الطريقة اللا آدمية التى يتم التعامل بها من قبل أفراد أمن الموانى مع المسافرين، حيث استخدموا العصى وضربوا المواطنين أمام الميناء، وذلك لإبعادهم عن مدخلها، بالإضافة إلى تكدس السيارات التى تقل أسرا وأطفالا منذ أسبوع أمام الميناء، فضلًا عن تكدس كبير لحافلات نقل البضائع التى تغادر الميناء.
وعن المعاناة الشديدة أمام الميناء، يقول محمد أحمد مصطفى، من محافظة سوهاج، مسافر إلى السعودية، إنه موجود أمام الميناء منذ 4 أيام، وتم الحجز بسعر 400 جنيه، وعند تأكيد الحجز تم إجباره على تغيير التذكرة ودفع 1200 جنيه، بالإضافة إلى تغيير موعد الحجز. وبعد 4 أيام من النوم على الرصيف وبعد انتهاء تأشيرة الدخول إلى الأراضى السعودية، عاد هاشم العسيرى إلى محافظته أسيوط، بعد أن تم النصب عليه وبيع تذكرة غير معتمدة وتحديد موعد عشوائى للسفر. وعن سبب التكدس قال مصدر داخل الميناء، إن مكاتب الحجز تقوم بإصدار التذاكر بشكل عشوائى دون مراعاة مواعيد عودة العبارات. وفى تصريح خاص ل«التحرير»، قال اللواء على شوكت، رئيس مدينة سفاجا، إن قرية الحجاج استعدت لاستقبال جميع الركاب، إلا أنهم يرفضون البقاء بها لحين سفرهم، وقال تجرى حاليا محاولات مع مالكى العبارات لسرعة العودة ونقل باقى الركاب لتخفيف التكدس والزحام من أمام الميناء.