شهد عزاء الناقد الكبير الراحل فاروق عبدالقادر الذي أقيم بمسجد رابعة العدوية بمدينة نصر أمس الأول حضورا قليلا من جانب الكتاب والمثقفين كما غاب عن العزاء أي حضور رسمي من جانب وزارة الثقافة التي منحته قبل رحيله بيوم واحد جائزة التفوق في الآداب . بدأ العزاء في الثامنة مساء حيث جلس الدكتور حسين عبدالقادر والكاتب الكبير إبراهيم أصلان والناقد السينمائي كمال رمزي في مدخل القاعة لتلقي العزاء في الناقد الراحل .العزاء استمر أكثر من ساعتين والقاعة ظلت شبه خاوية حتي انتهائه. حيث لم يتجاوز عدد المعزين من الكتاب والمثقفين أصابع اليدين وهم: خيري شلبي، بهاء طاهر، محمد سلماوي، سعيد الكفراوي، الناقد الدكتور صلاح فضل الدكتور عماد أبوغازي، والكتاب الصحفيون خالد السرجاني وأحمد إسماعيل وأسامة الرحيمي والفنان أحمد اللباد. الحضور أبدوا استياءهم لغياب المثقفين والكتاب من مختلف الأجيال ممن قدمهم الناقد الراحل وتناول أعمالهم بالنقد والدراسة عن العزاء وأكدوا أنه أمر غريب أن يرحل فاروق عبدالقادر ولا يشيع جنازته سوي ثلاثة فقط ولا يقدم واجب العزاء سوي هذا العدد المحدود . كما انتقد الحضور غياب فاروق حسني - وزير الثقافة- أوأي مندوب رسمي من أي جهة رسمية عن العزاء مؤكدين أنه لو كان الناقد الراحل أحد موظفي المحليات الكبار لحضر مندوبون من جهات رسمية مختلفة للتعزية . وعن الناقد الراحل قال الدكتور صلاح فضل: إن عبدالقادر كان من أصحاب الإرادات العظمي حيث علم نفسه بنفسه اللغات ليصبح واحدًا من أهم مترجمي الأدب المسرحي وهو في ذلك يشبه العقاد وأحمد أمين . وأضاف فضل أنه يجب علي وزارة الثقافة أن تعيد نشر أعماله حتي تستفيد منها الأجيال الجديدة سواء من النقاد أو الكتاب. ومن جانبه قال الدكتور حسين عبدالقادر إن الناقد الراحل كان نبيلا وصادقا ومن حملة المبادئ القليلين في هذا العصر، وقد تحمل بجلد ظروف الحياة التي مرت به ولم ينحن يوما أو يقدم تنازلات للحصول علي أي مكاسب كما فعل ويفعل آخرون وظل صادقا في نقده مما جعل البعض يصفه بالصدامي لكنه لم يكن كذلك بل كان شريفا يبتغي وجه الأدب ولم ينتقد عملا طوال حياته لأسباب شخصية. الكاتب سعيد الكفرواي أكد أن فاروق عبدالقادر واحد من النقاد الجادين والمحترفين القلائل في مصر والوطن العربي الذين يعملون من أجل الأدب والفن وليس لشيء آخر وأنه واحد من الذين أخلصوا لمبادئهم حتي آخر لحظة في حياتهم واعتبر الكفراوي أن رحيل عبدالقادر قبل أن يعلم بالجائزة التي منحته إياها الدولة وقبل أن يتسلمها يؤكد أنه عاش طوال حياته مخلصا لمبادئه والتي منها مخاصمة المؤسسة الرسمية التي اصطدم بها طوال حياته وفي أوقات معينة لم يكن يجرؤ أحد أن يعلن رأيه ضدها. جدير بالذكر أن الناقد الراحل فاروق عبدالقادر كان من المهتمين بالمشهد الأدبي والمسرحي في مصر والوطن العربي طوال مشواره النقدي الذي دام أكثر من 40 عاما، وأصدر عدة دراسات منها «أوراق من الرماد والجمر» و«ازدهار وسقوط المسرح المصري» و«نفق معتم ومصابيح قليلة» و«في الرواية العربية المعاصرة».