اعتبر مسئول المخابرات البريطاني السابق الاستير كروك أن ملابسات قافلة «أسطول الحرية» شكلت نقطة تحول لمصر والسعودية، في ظل صعود الموقف التركي. وأوضح «كروك» في مقاله بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن ما يحدث هو تحول في توازن القوي الاستراتيجي في الشرق الأوسط، مؤكداً أن القضية الفلسطينية تسقط تدريجياً من أيدي الرئيس مبارك والعاهل السعودي الملك عبدالله. وتابع كروك- مستشار شئون الشرق الأوسط السابق للممثل الأعلي للاتحاد الأوروبي- أن قادة تركيا وإيران والرئيس السوري بشار الأسد أدركوا رياح التغيير. فيما بدا نظام مبارك منعزلاً بشكل متزايد ويسعي بدأب للتعاون مع إسرائيل. وأضاف «كروك» أن دوافع نظام مبارك معروفة في المنطقة وقال «كروك»: إن مبارك عمل علي إضعاف حماس في غزة وتقوية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكنه استمر في هذه السياسة علي حساب الوحدة الفلسطينية، رغم جهود المصالحة المصرية. فجهود الوساطة المصرية المتحيزة جزء من المشكلة بدلاً من الحل. وتابع أن هذه السياسة فتحت الباب لتركيا وإيران لتقتنص رعاية القضية الفلسطينية. ومضي «كروك» للقول أن الرد التركي علي الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف «أسطول الحرية» يقف وراءه انقسام إقليمي ينبع من قناعة عالمية بأن عملية السلام الفلسطينية- الإسرائيلية فشلت. وأوضح كروك أن الدعم الاساسي لعملية السلام تراجع، مشيراً إلي أن الرأي العام الإسرائيلي لم يعد علي قناعة بأن مبدأ الأرض مقابل السلام سيجلب الأمن للإسرائيليين، بل علي العكس سيزيد من هجمات حماس الصاروخية عليهم. كما أن الاعتقاد بإمكانية فرض حل أمريكي لمشكلة المستوطنات أمر غير واقعي. وتابع كروك أن مصر ترفض التحول مع هذه المتغيرات في موازين القوي التي تصب في صالح سوريا وتركيا وإيران وقطر. وأضاف أن مصر لم يبق لها سوي ذكرياتها العظيمة التي تستند إليها. موضحاً أن نفوذ مصر يمر بمرحلة من الانحدار. وأضاف «كروك» أن مصر قبلت بحصار غزة بتشجيع من عباس في الضفة الغربية، الذي يرغب في رؤية حماس ضعيفة. مؤكداً أن هذه الظروف منحت مبارك سيطرة قوية علي القضايا الفلسطينية بحكم جوارها للقطاع. لكن كروك قال أن المد الإسلامي والإقليمي سيزيد قوة ضد مبارك بعد الهجوم الإسرائيلي علي سفن «أسطول الحرية». وتابع أن الجامعة العربية تتحدث عن دعم تركيا في أي تحرك قانوني ضد إسرائيل، كما دعت باقي الدول إلي كسر الحصار المفروض علي القطاع، لكنه ما زال من المبكر أن يكون هذا مؤشرا علي تحول سياسة الجامعة العربية. لكن التغيير الحقيقي ربما يصبح ممكنا. وقال كروك إن وصول الشكوك العالمية في جدوي عملية السلام إلي شعوب مصر والسعودية جعل حكام هاتين الدولتين مكشوفين داخليا. فقد استغل حكام هاتين الدولتين دورهم في عملية السلام منذ نحو 20 عاما كمسوغ لقمع المعارضين.