هل لأنه مجرد رجل بسيط من أبناء مصر الشرفاء ، كان ذلك هو السبب فى أنه لم يجد الحظ الوافر ، لكى لا يجد الإعلام أى دافع للحدث عنه بإهتمام كبير ، مثلما يتحدث دائماً بإهتمام بالغ ، عن العديد من الأشخاص ، لمجرد أنهم قد نالوا القسط الوافر ، من الشهرة ، بَيّد أنهم ، لم يقدوا للوطن من التضحيات ، ما ترتقى لمثل تلك التضحية التى قدمها ذلك البطل الشهيد ، الذى ضحى بنفسه من أجل أداء الواجب ؟ ومع ذلك تجد القنوات الفضائية ، تتسابق بخطىً محمومة ، لمتابعة أخبار أولئك النجوم ، وتتغافل عن الإهتمام بشخص ، مثل شهيد الأمن المركزى، الذى تم سحله على يد ألتراس الخونة ، اللهم إلا خبر عابر مع قليل ، من بعض الدراما الإعلامية المصطنعة ، أما لو كان ذلك الخبر بخصوص أياً من نجوم السياسة ، أو الفن ، أو الرياضة لكانت الدنيا قامت ، ولم تقعد مثلما قامت ، ولم تقعد حتى الآن من أجل قضية نسب أبناء الفنانة زينة ، أو مثلما حدث عندما أعلن أبو تريكة عن إعتزاله ، وقريباً قضية ترحيل ، الراقصة صافيناز ، لإخلالها بأحد بنود عقد العمل الخاص بها ، وبالطبع لا يمكننى أن أعارض التغطية الإعلامية لأى حدث ، لكننى أتمنى أن يكون الإهتمام بالفقراء ، والمهمشين مقارباً ، ولن أبالغ فى التمنى وأقول مساوياً ، لذلك الإهتمام المحموم بهؤلاء النجوم ، بالرغم من أن الضمير الإنسانى ، والوطنى يُحتّم أن يحتل الإهتمام بالفقراء ، والبسطاء المقام الأول فى دائرة الإهتمام الإعلامى ، لكن هذا هو حال الإعلام المصرى الذى لا يهتم إلا بما يسمى بإعلام السبوبة ، ولذلك فإننا نرى أغلب القنوات الفضائية تتكبد من الأموال ، لإستضافة غالبية هؤلاء النجوم ، مالو تم وضعه فى صندوق ، لرعاية الفقراء مثلاً ، لإختفت مشاهد التسول التى أصبحت تحتل مكاناً بارزاً ، فى بورتريه الشارع المصرى .
كذا هو الحال مع المواهب المصرية ، سواءً أكانت مواهب علمية ، أو ثقافية ، أو فنية ، أو رياضية ، فلا تجد قناة تستضيف أحد ، إلا بالواسطة ، والمحسوبية كالعادة ، وطالما ظل الوضع على هذا المنوال ، فلا تتوقع عزيزى القاريء ، أن تجد أى مصداقية ، أو تغيير فى مكنون فكر الإعلام المصرى ، أو بمعنى أدق فإنك لن ترى أى تغيير فى مفاهيم الفكر الإعلامى المصرى ، طالما ظل ألتراس الفضائيات مسيطراً عليه .
لقد بحثت طويلاً ، حتى أصل لأى معلومة ، عن ذلك المجند الذى لا أزكيه على الله ، بل أحسبه شهيداً بإذن الله تعالى ، فلم أجد أكثر من بضعة معلومات قليلة ، وكلها تتعلق بحادثة سحله ، على يد ألتراس الخونة ، أو بتعبير أدق ألتراس إخوان صهيون ، لكننى لم أجد أى معلومة عنه شخصياً .
حتى إسمه فهو غير معلوم لغالبية الناس ، حتى لو عرفه البعض منهم ، فذلك هو ما يؤكد على أننا مازلنا ، نعانى من تردى الفكر الإعلامى فى مصر ، وإنحساره فى بوتقة السبوبة فقط لا غير ، والدليل على ذلك عزيزى القاريء ، بسيط لا يحتاج إلى أى عناء: فأنك تستطيع ، أن تسأل أى إنسان عن قضية عز ، وزينة ، وعن حادثة ذلك الشهيد ، وستكتشف الحقيقة بنفسك .
إذن نحن أمام نتيجة مؤلمة ، وهى أنه لا فرق بين ألتراس الفضائيات ، الذى لا يسعى ، إلا لتحقيق المكاسب المادية فقط ، دون أى إعتبارات للمواطن البسيط المهمش ، وبين ألتراس الخونة الذى لا هم له ، إلا تدفق الأموال عليه نظير ذلك الإجرام ، من جماعة إخوان صهيون ، ولهذا فلا تدع العجب يأخذك عزيزى القاريء ، حينما تكشف لك الأيام أن ، هناك قنوات تدعى الوطنية ، بينما هى فى الحقيقة ، قنوات مأجورة ، ومدفوعة بأوامر بعض الدول .
لقد تأكد الجميع بما لا يدع مجالاً للشك ، أن ألتراس إخوان صهيون ما هو إلا ، أحد الأنياب التى تنهش بها تلك الحية الرقطاء ، المسماه بجماعة إخوان صهيون ، جسد الوطن ، فما الذى فعله ذلك الشهيد البطل ، حتى يتم سحله ، وإنتهاك آدميته بهذا الشكل ؟
ما هو الجرم الذى إقترفته يداه ، حتى يتم الإنتقام منه ، بهذه الطريقة الوحشية ؟
هل فكر هؤلاء القتلة الخونة ، أن يكون لذلك الشهيد أطفال ، فى إنتظار عودته إليهم ، أو أنه عائل لوالدين مريضين ، لا سند لهما فى الحياة غيره ؟
فبأى ذنب قتل هذا البطل ؟
أقُتل لأنه كان يؤدى واجبه ، أم لمجرد أنه يرتدى زى الشرطة ؟
حقاً ليس هذا بغريب على قلوب ، قد قُدّت من حجر صوّان ، أن تفعل مثل ذلك الفعل الإجرامى ، تماماً مثلما فعل إخوانهم ، بشهداء مذبحة كرداسة .
أتُرى يامن تنادون بالمصالحة ، مع أولئك القتلة الفجرة ، وتقدمون فى سبيل ذلك العديد من المبادرات ، أمازلتم على رأيكم ، أم أن تلك المشاهد ، لم تُذيب بعد ذلك الجليد الذى جمّد ضمائركم ؟!
وأنتم يا من تلقبون أنفسكم بالنشطاء ، لماذا لم نسمع لكم صوتاً ، ولو هامساً عن حقوق الإنسان ، فى تلك الجريمة الشنعاء ، مثلما ملأتم الدنيا نباحاً عن حقوق الإنسان ، حينما فضحتكم تسجيلات العار ، والخيانة ، والتى كشفت عن حقيقتكم المخجلة ، ونواياكم القذرة تجاه هذا الوطن ؟
ولماذا إستكثر علينا الخائن العميل ، أن يصول ، ويجول بتغريدة واحدة تندد بهذه الجريمة البشعة ، على تويتر خاصة ، وأن ذلك هو الميدان ، الذى لا يجيد الجهاد فى غيره ؟
ولماذا خرست الأقلام ، عن رثاء ذلك البطل الشهيد ؟
وبالرغم من كل ذلك ، فإننى أحمد الله سبحانه ، وتعالى أن أياً مما سبق لم يحدث ، حتى يكون لى شرف الحديث عن هذا البطل .
سيدى شهيد الواجب ، إذا لم يُكرّمك إعلام وطنك ، فكفاك فخراً أن الله سبحانه ، وتعالى قد جعلك بإذنه ، ممن تحدّث عنهم القرآن الكريم بقوله ..
" ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عن ربهم يرزقون "
صدق الله العظيم
فحقاً كم من رجال ، غفل التاريخ عن تشريفهم ، فكان إرتفاع مكانتهم ، إلى عنان السماء هو جزائهم الأوفى .
وإغفر لنا ، وإرحمنا برحمتك ، وفضلك يا أرحم الراحمين .
وبالمناسبة أود أن أهنيء شعب مصر ، بإستقالة حكومة الدكتور ببلاوى ، وأسأل الله أن تكن إستقالة ، بلا رجعة .
كما لا يفوتنى أن أتوجه بخالص الشكر ، والتحية ، للدكتور ببلاوى على إنجازه العظيم ، الذى سيظل التاريخ ، يذكره بمنهتى الإعتزاز ، والفخر ، ذلك الإنجاز الذى تمثل فى إستجابته الكريمة ، بعودة إعلانات المفتش كرومبو ، على شاشات القنوات الفضائية .
كما أننى ، وبهذه المناسبة أطالب السيد الرئيس المحترم ، عدلى منصور ، بضرورة وضع قانون لمحاسبة ، الحكومة بعد إقالاتها ، أو إستقالاتها ، حتى يتم محاكمتها إذا ما قصّرت ، أو أهملت فى أداء واجبها تجاه الشعب المصرى ، ومكافآتها إذا ما أحسنت ، وأجادت .
أرجو منك يا سيادة الرئيس الإسراع ، بإقرار هذا القانون ..