بدأت تنتشر فى الآونة الأخيرة بعض المصطلحات الجديدة على مسامع ،وألسنة المصريين مثل مصطلح الطابور الخامس ،والجيل الرابع للحروب ،كما توَاكب مع تلك المصطلحات القناعة بما تسمى بالمصالحة مع إخوان صهيون ،وذلك حتى تهدأ الأوضاع ،وتستقر البلاد فتزداد بذلك معدلات التنمية . وبالرغم من إختلاف كل تلك المسميات إلا أنها تصب فى إتجاه واحد، وهو ضرورة الإرتضاء بهذه المصالحة المسمومة ،والتى لن تجنى مصر من ورائها إلا المزيد من الخراب الذى سيزداد تفحلاً على يد إخوان صهيون لو عادوا للعمل مرة أخرى فوق سطح الأرض إّذا تمت هذه المصالحة لا قدر الله . يخطيء من يظن أن تنظيم إخوان صهيون يتمتع بالغباء المطلق وإن كان بالطبع يتمتع بغباء نسبى ،إلا أن ذلك لا ينفى أنه تنظيم تقف له الأبالسة إجلالاً ،وإحتراماً. فبعدما تأكدت تلك الجماعة الملعونة من رفض الشارع المصرى لها. لجأت إلى حيلة خبيثة يمكن أن نطلق عليها مسمى مصطلح التنازل الآمن ،والتى تتلخص فى أن يتنازل الشعب المصرى عن حقه فى كل الجرائم التى إرتكبتها هذه الجماعة الملعونة ،وذلك عن طريق وقف كل المحاكمات والملاحقات الأمنية لأعضائها بما فيهم المعزول الأشر ،مع إلغاء قرار حظر الجماعة تمهيداً لعودتها للعمل بحرية مرة أخرى فى مقابل إيقاف كل العمليات الإرهابية ،والتهديدات الأمنية التى يقوم بها أتباعها سواءً فى سيناء أو فى الجامعات أو فى أى مكان على أرض المحروسة ،وهذا بالطبع حُلم خائب لن يتحقق بإذن الله تعالى . لأن الشعب لن يتنازل عن حقه فى كل هذه الجرائم التى إرتكبها ومازال يرتكبها إخوان صهيون ،ولن يهدأ حتى ينتقم لكل شهيد سقط بيد أولئك الخونة . لقد خططت الجماعة لهذا اليوم تخطيطاً محكماً ،وأعدت له إعداداً جيداً فهى جماعة تُجيد التخطيط للمستقبل بحنكة بالغة . لذا فقد وضعت ما يُسمى بالخطة البديلة بعد أن تملكها التوجس ،والقلق من جيش مصر ،وقياداته . فهى لم تطمئن فى يوم من الأيام من ولاء الجيش لها ،وذلك لعلمها ،ويقينها الكامل بأن ولاء القوات المسلحة لله ،وللوطن ،والشعب فقط . فبعد أن فشلت كل المحاولات التى بذلتها الجماعة لإستمالة ذلك الجيش العظيم لم تجد أمامها إلا إعداد هذه الخطة البديلة ،والتى نرى اليوم نتائجها واضحة جلية على أرض الواقع . تتلخص فكرة هذه الخطة بشراء ولاء بعض النفوس الضعيفة ،والمعروفة بمعارضتها لتنظيم الإخوان (معارضة ظاهريةً فقط) فى العديد من المواقع الهامة ،والمؤثرة داخل أركان الدولة سواء فى القضاء أو الإعلام أو الوزارت وذلك لإستخدامهم وقتما تدعو الحاجة إلى ذلك وهذا هو ما يجرى الآن على أرض الواقع . لذا فلا عجب أن ترى حكومة مرتعشة لا تهش ،ولاتنش ،ولا تستطيع إتخاذ أى قرار حاسم . ولا عجب أيضاً أن ترى من يرفض دخول قوات الأمن للسيطرة على الأوضاع داخل الجامعات إلى حد أن يُهدد وزير التعليم العالى بتقديم إستقالة فى حالة فرض ذلك الأمر عليه !!! ولا غرابة فى أن تجد قضاة تتنحى عن نظر قضايا الإخوان تحت مسمى إستشعار الحرج بالرغم أن الحق لا حرج فيه ،وهو الأحق أن يُتبع . ولا غضاضة فى أن ترى نائب رئيس الوزراء ،وهو يسعى بكل قوة لإتمام هذه المصالحة الزائفة ،والتى لا أدرى حقيقة على أى أساس سترفع أركان هذه المصالحة عليه . ناهيك عن نُشطاء ،وإعلامى السبوبة الذين يتم الكشف كل يوم عن وجوههم القبيحة ،وعن خيانتهم لمصر ،وأبنائها. (أعتقد أنه قد بات واضحاً أمام الجميع الآن ، من هم عملاء الطابور الخامس) . كل هذا دفع بالعديد من البسطاء إلى الإقتناع بأن ثورة 30 يونيو لم تستطع أن تُقصى نظام الإخوان ،وأن أجهزة الأمن ،وعلى رأسها القوات المسلحة قد فشلت فى إقرار الأمن فى طول البلاد ،وعرضها ،وأنه لا سبيل لإستقرار الأوضاع إلا عن طريق تلك المصالحة الزائفة ،وبذلك يتحقق الهدف الذى يسعى إليه إخوان صهيون منذ إسقاط نظامهم الفاشى المستبد ،وهو أن يقوم الشعب بالضغط على القيادة العليا للبلاد ،حتى ترضخ فى النهاية تحت وطأة هذا الضغط بقبول هذه المصالحة لكن بشروط الإخوان. ولهؤلاء البسطاء أقول : إن الثورة قد نجحت بفضل الله فى إقصاء هذه الجماعة الملعونة ،ولن تقوم لها قائمة بعد ذلك ،وستنجح الثورة بإذن الله فى إستكمال أهدافها ،فلا يُصيبنكم اليأس من ذلك فما هى إلا مسألة وقت فقط لا أكثر . فإن ما يحدث الآن على أرض مصر ،من وقائع لا ينهض فى حد ذاته دليلاً على بقاء نظام الإخوان ،وإن دل على إجرامه إنما هو دليلاً مؤكداً على فشل هذه الحكومة التى باتت الشبهات تحوم حولها من كل صوب ،وحدب . فهى لم ، ولن تكن فى يوم من الأيام حكومة ثورة بل تبدو، وكأنها ظل لحكومة الإخوان . وهذا ما يدفعنى إلى مناشدة الفريق أول عبد الفتاح السيسى بتولى إدارة البلاد فلا حل لما نحن فيه إلا ذلك فلا دستور سينفع ،ولا إنتخابات ستشفع لإخراج مصر من هذا المستنقع . إن البلاد فى حاجة إلى قائد قوى ،مخلص ،مؤتمن يقود دفتها فى هذا الوقت العصيب ،وبفضل الله كل هذه الصفات يمتلكها الفريق السيسى . فما الذى تنتظره يا سيادة الفريق ؟ هل أنت راضٍ عن هذا الحال الذى آلت إليه البلاد ؟ صدقنى يا سيادة الفريق إذا لم تقم بذلك بنفسك فشعب مصر سيجبرك على ذلك ،فكما إستطاع أن يخلع ،وينزع من لم يرغب فيهم ،سيتطيع أن يُرغمك على مايريد. فلا تضيع الوقت فى نتيجة قد حسم الشعب أمرها مسبقاً . (إرادة الشعب حتماً ستنتصر) محمد نورالدين [email protected] 4 / 11 / 2013