أثار البيان الذى نشرته عضو مجلس نقابة الصحفيين عبير السعدى على صفحتها على "الفيس بوك" أمس "الأحد" بمقاطعة أعمال مجلس نقابة الصحفيين، حالة من الغضب والإرتباك داخل مجلس نقابة الصحفيين، ففى الوقت الذى أكدت فيه السعدى عدم الاستمرار في مهزلة ترفع شعار حماية الصحفيين، وعدم تأمين الحد الأدنى اللائق بكرامة الصحفيين وسمو مهنتهم – حسبما ذكرت في بيانها، أكد نقيب الصحفيين ومسئولى المجلس أن المجلس لم يتسلم أى مذكرة رسمية بخصوص ذلك الأمر، وأنه كان من الأجدى أن يتم مناقشة تلك التحفظات داخل إجتماعات المجلس وليس عبر وسائل الإعلام وأنها جزء من أداء المجلس الذى تدعى – يقصد السعدى - أنه باهت، وفق ما ذكرته في بيانها. عضو مجلس نقابة الصحفيين عبير السعدى أكدت في تصريحات ل"التحرير"، أنها ملتزمة بنص البيان الذى قامت بكتابته على صفحتها على "الفيس بوك"، والذى أكدت فيه مقاطعتها أعمال مجلس النقابة حتى يعترف بتقصيره، ويقدر مسؤوليته بتغيير المنهج الشكلي في التعامل مع أوضاع المهنة والتحديات المفروضة عليها، موضحه أنها لن تدخل في اى معارك شخصية ضد المجلس لكونها ليس لديها أيه خلافات شخصية مع أحد، قائله "طفح بي الكيل من المجلس ولن أترشح في الانتخابات المقبلة بالنقابة و معركتي الوحيدة هي الدفاع عن حقوق الصحفيين وعودة النقابة لدورها الحقيقي وأرفض الدخول في سجال على وسائل الإعلام مع أعضاء المجلس"، مشيره أنها قامت بتعليق أعمالها بالنقابة وتوجيه ذلك لزملائها بالجمعية العمومية، مستطردة "ليس عندى شئ أخاف منه ولا عندى مصلحة شخصية من أجل ذلك ولكن كل ما يشغلنى هو إعادة الدور الحقيقى للنقابة وكان لدى أمل في الإصلاح وتأخرت كثيرا قبل إتخاذ تلك الخطوة".
ومن جانبه قال ضياء رشوان نقيب الصحفيين في تصريحات ل"التحرير"، أن المجلس لم يصله أى مذكرة رسمية من عضو المجلس عبير السعدى عما يثار حول تعليق أعمالها، قائلا "لم يصلنا أى شئ رسمى حتى الأن"، موضحا أنه لا يوجد في قانون النقابة ما يسمى بتجميد أو تعليق العمل من النقابة، ولكن هناك 3 أمور رئيسية وهى إما إستقالة أو إستمرار أو إسقاط عضوية في حالة الغياب ل3 جلسات متتالية عن حضور إجتماعات المجلس، موضحا أنه ملتزم بعدم الحديث خارج إطار المؤسسة والذى يتطلب ضرورة أن يكون لدينا طلب أو مذكرة رسمية لكى يتم البت فيها وفقا لقانون النقابة.
أما سكرتير عام نقابة الصحفيين كارم محمود في تصريحات ل"التحرير"،أن المجلس لم يتسلم أى مذكرة رسمية بخصوص ذلك الأمر، وعليها أن تتقدم بطلبات مكتوبة إلى مجلس النقابة للبت فيها، وفقا لقانون النقابة، قائلا "كنت أتمنى أن تناقش أيه ملاحظات أو تحفظات داخل المجلس وليس عبر وسائل الإعلام"، موضحا أنه إذا كان أداء المجلس باهتا – حسبما تقول السعدى – فهى جزءا من أداء هذا المجلس، مضيفا أنه كان من الأجدى أن يتم مناقشة تلك الأمور في إجتماعات المجلس وليس خارجه.
كانت عبير السعدي، عضو مجلس نقابة الصحفيين، قد أعلنت أمس "الأحد" في بيان لها على صفحتها على الفيس بوك، تحت عنوان «قبل أن يفوت الأوان.. نداء إلى عموم الصحفيين»، «لست قادرة على الاستمرار في مهزلة ترفع شعار حماية الصحفيين، في الوقت الذي لا نستطيع فيه تأمين الحد الأدنى اللائق بكرامة الصحفيين وسمو مهنتهم، كما أننى لا أقبل الدفاع عن أداء باهت فى غياب تحرك نقابي منظم وقوي يتناسب مع الخطر المحدق بالمهنة وممارسيها".
وأوضحت السعدى في بيانها، ان قرار مقاطعتها أعمال مجلس النقابة لا يشكل بحال انسحابا من ساحة العمل النقابي التي تحفل بمئات الشرفاء والغيورين على المهنة، قائله "اعتبر قراري بمثابة دعوة للجمعية العمومية لليقظة والانتباه إلى النتائج الكارثية التي يمكن أن تترتب علي السكوت في مواجهة الهجمة على أمن وسلامة وكرامة الصحفيين وضمانات ممارستهم عملهم، ومن جانبي"، متعهدة بالالتحاق بأي تحرك نقابي مسؤول أو أي مبادرة من شأنها الدفاع عن حقوق الصحفيين ومواجهة التحديات الجسام التي تقف في طريق المهنة وممارسيها".
وأضافت لقد شكلت كل هذه الانتهاكات والممارسات ظاهرة صادمة وغير مسبوقة فى سجل العمل الصحفى، غير أنها مع ذلك لم تكن كافية لإشعار مؤسستنا النقابية بالخطر، ولم تدفعها للتحرك الجماعى، من أجل تطويقها ومحاسبة المسؤولين عن قتل الصحفيين وتهديد حياتهم وسلامتهم، وكان ذلك بمثابة صدمة أخرى لى وللعديد من أبناء المهنة؛ إذ كيف يتسنى للنقابة العريقة والحصن الأول للحريات التى تصدت لكل طغيان فى مختلف العهود أن تؤول إلى هذا الموات النقابي غير المبرر، وكيف تقنع بدور رجل إسعاف قليل الحيلة وألا تجد ما تتباهى به سوى أنها تقوم بتشييع جثامين الزملاء إلى مثواهم الأخير، أو أنها تجرى الاتصالات لإطلاق سراح المحتجزين منهم، وتقدم الاعتذارات اللازمة لذوى الشأن من المسؤولين.
وأوضحت السعدى في بيانها، انها أكدت للنقيب وزملائها أن التاريخ لن يرحمنا إذا ما استمر الصمت على ما يجرى، وإذا ما استمر انتهاك كرامة المهنة وفرض الترويع علي أبنائها على مرأى ومشهد من الجميع حتى أصبحنا المكان الأخطر للصحفيين وفق التصنيفات العالمية.
وقالت "أشهدكم أنني فاض بي الكيل، وتحملت ما لا يمكن تحمله لإبقاء ذلك الخلاف داخل جدران المجلس"، مضيفه أنه لا توجد ثمة خلافات شخصية تشوب علاقتي بالنقيب أو أعضاء المجلس التي يسودها الود و الاحترام، لكن ضميرها غير مستريح، ولا أرغب في أن أخدع أحدا ممن منحوني ثقتهم أو لم يمنحوها، فالخلل قائم وحقيقي والسكوت عنه جريمة بالمشاركة أو التواطؤ. وتأسيسا على ذلك، اتخذت قرارا بمقاطعة أعمال مجلس نقابة الصحفيين الى أن يعترف بتقصيره وحتى يقدر مسؤوليته بتغيير المنهج الشكلي في التعامل مع أوضاع المهنة والتحديات المفروضة عليها.