أعلنت عبير سعدي، عضو مجلس نقابة الصحفيين، مقاطعتها أعمال المجلس وعدم قدرتها على الاستمرار في مهزلة ترفع شعار حماية الصحفيين، في الوقت الذي لا يوجد فيه تأمين الحد الأدنى اللائق بكرامتهم وسمو مهنتهم، مشيرة إلى أنها لا تقبل الدفاع عن أداء باهت في غياب تحرك نقابي منظم وقوي، يتناسب مع الخطر المحدق بالمهنة وممارسيها، والانتهاكات المتصاعدة لحرية الصحافة وحقوق الصحفيين. وقالت سعدي: «أكدت لنقيب الصحفيين ضياء رشوان وأعضاء مجلس النقابة أن التاريخ لن يرحمهم إذا ما استمر الصمت على ما يجرى، وإذا ما استمر انتهاك كرامة المهنة وفرض الترويع على أبنائها على مرأى ومسمع من الجميع، حتى أصبحنا المكان الأخطر للصحفيين وفق التصنيفات العالمية». وأوضح بشير العدل، مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، أن عبير سعدي من أنشط أعضاء مجلس النقابة، وأنها تعمل لصالح المهنة وأبنائها في ظل وجود صراع سياسي داخل المجلس، الذي لم يعد متفرغًا للعمل النقابي، مضيفا أن هذا الأداء الضعيف لا يرقى لمواجهة التحديات التي تواجهها الجماعة الصحفية، وأن عبير سعدي وجهت رسالة إنذار لمن يتاجر بعضويته في المجلس لمصالح شخصية. وبينما رفض هشام يونس، عضو مجلس النقابة، التعليق على قرار "سعدي" بتجميد عضويتها، وأكد أبو المعاطي السندوبي، عضو الجمعية العمومية للنقابة، ل«البديل» أن ما يحدث مؤشر على مدى تراجع النقابة – ممثله في مجلسها الحالي – في الدفاع عن أهل المهنة، الدور الذي يمثل الحد الأدنى لها، بينما سقفها الأعلى هو الدفاع عن حرية التعبير والاعتقاد في المجتمع. وأشار "السندوبي" إلى أن النقيب وأعضاء المجلس يقدمون الصحفيين على مائدة تأييد النظام الحالي والقادم، مقابل الحصول على غنائم سياسية وشخصية، وأن "رشوان" تخلى عن حياديته كممثل لجميع الصحفيين بإعلانه عن تأييده لترشيح المشير عبد الفتاح السيسي، ما يثبت أن النقابة معرَّضة للبيع لقوى تناهض الحرية والديمقراطية. وأوضح أن استقالة "سعدي" مؤشر على سكوت وصمت نقابة الصحفيين عن عمليات القتل والاعتقال لأبنائها الذين يقومون بعملهم في مواقع الأحداث، مؤكدًا على ضرورة الدعوة إلى جمعية عمومية لمحاسبة النقيب ومجلسه عن تخاذلهم في الدفاع عن الصحفيين.