واضح الآن أن وتيرة التحرك على المستوى السياسى تسير فى طريق سريع على ما كان عليه الأشهر القليلة الماضية. .. فبات هناك أمل فى الخروج من حالة الركود التى سادت المرحلة التى كانت حصيلة حكم الإخوان بمساوئه.. وكذلك المرحلة التى سبقتها بمساوئها وارتباكها وغياب الرؤية «وكانت بشكل متعمد».
.. وهناك أمل الآن بالقفز على مبررات تعطيل الواقع المصرى والانتقال إلى مرحلة جديدة فى بناء الدولة التى أسهم فيها كثير من الذين يسعون إلى الاحتفاظ بموطئ قدم الآن وهم الذين كانوا أصحاب مصالح مع الأنظمة السابقة.. ومنهم من كان يضع نفسه كمتحدث باسم مبارك ورجال نظامه.. وحاول أن يفعل ذلك مع حكم الإخوان ورجالهم!!
.. وهناك أمل أن يتم التخلص من أحزاب شاركت فى تعطيل تقدم البلاد.. ولم يكن همها إلا مصالح قيادتها وبيزنسها الخاص على اعتبار أن تلك الأحزاب أصبحت دكاكين خاصة لرؤسائها.. وليس فيها أى رائحة ديمقراطية وتدار بتمويل ممن يقودها ليحمى تجارته.. فكانت دائما مع النظام.. أى نظام.. فقد كانوا فى الحديقة الخلفية لنظام مبارك ويخدمونه وينفذون تعليمات أمن دولة مبارك.. بل إن رؤسائهم كانوا يذهبون إلى صفوت الشريف ليقدموا فروض الولاء والطاعة.
.. وحاول بعض تلك الأحزاب أيضا فِعل ذلك مع الإخوان.. ودخلوا معهم فى تحالفات.. وفضحهم الشعب.. فنقضوا اتفاقهم مع الإخوان نفاقًا للشعب.. فى حين كان بعضهم يحافظ على اتصالات سرية حفاظا على أعماله ومصالحه الخاصة.
.. ومع هذا هناك أمل أن تتغير خريطة تلك الأحزاب خلال المرحلة القادمة بعد أن ثبت فشلها.. وابتعادها عن حركة الناس فى الشارع وفى المدن وفى القرى.. ولعل ما يحدث من مواجهة الإرهاب وتحديه من قبل الشعب يوضح مدى غياب تلك الأحزاب وقيادتها عن هذا المشهد.. وكأن لا علاقة لهم بتلك القضية.. وكل ما يريدونه هو القفز على المناصب ليس سعيا لمصلحة الوطن ولمصلحة المواطنين وإنما حفاظا على المصالح والشركات الخاصة.. ولعلك ستجد هؤلاء (وأقصد هنا رؤساء أحزاب) يقدمون قصائد المدح والنفاق للنظام الجديد.
.. لقد كان على رؤساء الأحزاب أن يتركوا الساحة لأجيال أخرى تستطيع أن تتعامل مع الواقع المتغير.. خصوصا أنهم نتيجة نظام فاسد ومستبد ولم يستطعوا حتى الآن أن يكونوا على مستوى طموح المواطنين.. فقد كانوا يشكلون المعارضة الفاسدة لنظام استبدادى، ويمكن لأى مواطن مراجعة مواقف الأحزاب فى فترة حسنى مبارك ليرى ما كانت تفعله تلك الأحزاب.. ولعل الجميع يشهد أنه لم تكن لها علاقة إطلاقا بثورة 25 يناير. فقد كانت فى جناح مبارك ونظامه.. ومن هنا تتمسح فى ثورة0 يونيو كما يفعل رجال مبارك الذين أفسدوا فى الأرض وتربحوا وجنوا ثروات وهربوها إلى الخارج.. وإذا بهم الآن يدَّعون الثورية (!!).
إن الأمل قائم على بدء انتخابات رئيس جديد بقواعد جديدة.
.. رئيس يتحمل مسؤولية مرحلة قادمة هامة فى تاريخ البلاد.
.. رئيس يعلم جيدا حقوق المواطنين.
.. رئيس يعلم جيدا مطالب ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
رئيس يسعى لبناء الدولة الجديدة.
.. رئيس يسعى لاستعادة الدور المصرى إقليميا ودوليا.. واحترام شعوب العالم للشعب المصرى الذى ناضل -ولا يزال- للحصول على حريته.
.. هناك أمل لدى الشعب فى بدء بناء دولته الجديدة بانتخابات رئيس فى ظل وجود دستور وفى ظل حرص الشعب على ثورتيه وتحقيق أهدافهما.
.. لكن يظل الأمل أيضا فى التخلص من المنافقين والموالسين الذين أسهموا فى تأخر البلاد فى فترات الاستبداد.. وفى تعطيل الانتقال الديمقراطى الحقيقى.. فهم لا يستطيعون الحياة فى ظل ديمقراطية حقيقية.. فقد تعودوا على «وعظ السلطان» والنفاق من أجل حصولهم على منافعهم الخاصة.
.. لكن سيظل لدى الشعب أمله فى التخلص من هؤلاء والانتقال إلى الدولة الحديثة الديمقراطية.