بإعلان الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور اليوم دعوة المصريين إلى الاستفتاء على الدستور، نكون قد انتهينا من مرحلة شاقَّة لإنهاء المرحلة الانتقالية التى كان فى إمكاننا اختصارها لكن حالة الارتباك السائدة لدى الذين يديرون البلاد حالت دون ذلك، فضلا عن حالة المواجهة مع الإخوان وعصاباتهم وإرهابهم داخليا وخارجيا، التى أسهمت فى هذا التعطيل. فبلا شك جماعة الإخوان سعت -ولا تزال- إلى تعطيل استقرار الوطن وتهديد سلمه وترويع المواطنين وتخريب البلاد ووقف الانتقال الحقيقى إلى حياة ديمقراطية، وتحقيق أهداف الثورة. .. فقد استخدمت الجماعة كل ما تملك فى فعل ذلك، واستعانت بقوى خارجية للإساءة إلى البلاد. .. ومع هذا فشلت الجماعة وحلفاؤها ومساندوها فى تعطيل حركة حياة المصريين الذين يصرّون على حقوقهم وثوراتهم التى سرقها الإخوان، بتضليلهم وكذبهم وتواطئهم مع البعض -من بينهم مَن يحاول أن يطل علينا من جديد- فسقطوا سقوطا ذريعا، وكان غرورهم الذى أوصلهم إلى درجة عالية من الغباء فى التعامل مع الشعب، وتخيلوا أنهم فى وضع الأسياد الذين فى يدهم المُلك، ولكن الشعب كشفهم وفضحهم وأنزلهم عن عرشهم.. فعاثوا فى الأرض فسادا وإرهابا وتخريبا لكنهم فشلوا تماما ولم يعد لهم أى تأثير، اللهم إلا بعض المناوشات أو الأعمال الإرهابية هنا أو هناك، كفعل أى تنظيم إرهابى فى أى مجتمع. .. فقد انتهت جماعة الإخوان، بفضل قياداتها الغبية والجاهلة والكاذبة والمتعطشة للسلطة، حتى إن استخدمت الدين كتجارة من أجل السيطرة. .. لكن يظل الاستحقاق الأصلى للشعب، الذى خرج فى ثورتين ضد الفساد والاستبداد والفاشية، وضحَّى بالكثير من أجل الحرية والديمقراطية. .. وهو الحكم الرشيد. .. واختيار رئيس يعبِّر بشكل حقيقى عن الناس. .. لقد جرَّب الناس شخصيات كثيرة كانت طامعة فى حكم البلاد.. واستطاع أحدهم أن يصل بالفعل إلى المنصب، لكن لم يراعِ الوطن ولا المواطنين، وجعله فى خدمة جماعة كشفت عن وجهها بإرهابها القبيح، لكن الشعب كشفها وفضحها. .. وآن الأوان أن يكون هناك رئيس للبلاد يحمل هموم الوطن والناس ولديه رؤية للخروج من هذه المرحلة التى طالت، وسعى البعض لفسادها وإفسادها بحثًا عن مصالح شخصية وليس من أجل الوطن والمواطنين. .. وللأسف هناك من يدَّعى الوطنية الآن والثورية والمشاركة فى محاربة الاستبداد والفاشية والفساد «وهو بعيد كل البعد عن ذلك» فى تعطيل الحق الشعبى فى ذلك من أجل مصالحه الشخصية، والذى يخيِّل إليه فكره القاصر أنه يمكن أن يرث الحزب الوطنى الفاسد، أو حزب الإخوان المسلمين الفاشى فى الحصول على مقاعد بالبرلمان تمكّنه من الصعود واستكمال مسيرته فى الالتفاف والدوران على الناس، وإن استطاع تحقيق نجاحات فى ذلك على صعيد أعماله الخاصة وأمواله، إلا أنه لا يعرف أو لا يعى أن الشعب له بالمرصاد، وسيكشفه ويفضحه، ولعله يبقى «متدارى» فى «بزنسه» الذى نمّاه بالموالسة والنفاق والعمل فى خدمة أنظمة استبدادية فى حظيرتها الخلفية. .. فكفى تعطيلا لتلك المرحلة. .. وآن أوان الانتقال السريع إلى المرحلة الجديدة، فى أن يكون هناك رئيس أولا، ثم البرلمان، أو هما معا. .. فها هو الدستور قد انتهى.. ويشارك الكثير فى الحشد له لطى صفحة مرحلة الإخوان بما فيها من استبداد وإرهاب. .. وجاء الدور على من يعمل لصالح الوطن والمواطنين. .. فمصر فى حاجة الآن إلى مخلصين.. لا إلى منافقين وموالسين. .. فالرئيس أولا هو الحل. .. وعلى الذين فى الأحزاب الطامحين الطامعين أن «ينقطونا» بسكوتهم، خصوصا أن منهم من عاصر نظام مبارك الاستبدادى، وكان فى خدمته، وعاصر نظام الإخوان الفاشى، وكان يسعى إلى أن يكون عرّابا له مع قوى سياسية تطفل عليها. .. فالوطن فى حاجة إلى مخلصين.