كشف تقرير جديد للأمم المتحدة أن الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة يمنع اعادة اعمار القطاع، مشيرا إلى ان الجزء الاكبر من الممتلكات والبنية التحتية التي تضررت في الهجوم الذي شنته اسرائيل قبل اكثر من عام ونصف لم يتم اصلاحها حتى الآن. وقال التقرير الذي نشره برنامج الأممالمتحدة للتنمية أمس إن الجزء الأكبر من أعمال الترميم جرى باستخدام مواد تم تهريبها عبر الأنفاق من مصر. وأكد التقرير إن الجهات الدولية المانحة للمساعدات تجد أنها لا تستطيع التحرك بسبب هذا الحصار الإسرائيلي. وقال إن "عددا كبيرا من اعضاء الاسرة الدولية بما في ذلك الاممالمتحدة، امتنعت عن استخدام مواد تبين انها جلبت عبر الانفاق مما حد من دورها في اعادة الاعمار". وتابع ان "الواقع على الارض يظهر ان الاسرة الدولية اصبحت غير قادرة على تلبية احتياجات السكان في غزة على الرغم من بعض عمليات الاصلاح التي تجري". وقالت الأممالمتحدة إن 6268 منزلا في القطاع الفقير والمكتظ بالسكان قد تم تدميره او اصيب باضرار جسيمة خلال الحرب التي استمرت من 27 ديسمبر 2008 إلى 18 يناير 2009. وقتل فيه 1400 فلسطيني. وقال التقرير انه خلال هذه الفترة لم يمكن اصلاح سوى 25% من الأضرار، اعتمد الجزء الاكبر منها على تدوير ركام في القطاع نفسه. وأضاف أن المنظمات العربية والاسلامية، بعملها في القيام بعمليات الترميم العاجلة واعادة اعمار المنازل والبنية التحتية الزراعية كانت اكثر فاعلية من المنظمات الدولية الغربية التي تواجه صعوبات بسبب الحظر الاسرائيلي على مواد البناء. في الوقت نفسه، انطلقت ثلاث سفن تركية من ميناء إسطنبول متوجهة إلى قطاع غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي، ومن المقرر أن تنضم إليها بعد ثلاثة أيام ست سفن أخرى، اثنتان بريطانيتان وواحدة من كل من اليونان وإيرلندا والجزائر والكويت. وتشكل السفن التسع القافلة البحرية الدولية التي تحاول فك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة. وتحمل القافلة أطنانا من مواد البناء والمعدات الطبية والأدوية، ويشارك فيها مسؤولون وناشطون حقوقيون وإعلاميون بينهم نحو 600 برلماني تجمعوا من أربعين دولة في العالم.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي إن بلاده لم تتلق إخطاراً رسميا حتى الآن من جانب منظمي قافلة أسطول الحرية برغبتهم في الدخول إلى قطاع غزة عبر مصر. وأضاف أن الخارجية المصرية تراقب ما يدور حول القافلة من خلال تصريحات القائمين عليها في وسائل الإعلام. وتابع "ما سمعناه من تصريحات منظمي القافلة لوسائل الإعلام تشير إلى أنهم ينون الدخول إلى قطاع غزة مباشرة عبر البحر، ونحن نتفهم رغبتهم في ذلك". من جهتها أنذرت إسرائيل بأنها لن تسمح للقافلة الإنسانية بالوصول إلى القطاع المحاصر، وتوعدت باعتراضها ومنعها من إيصال المساعدات. وسبق أن اعترضت البحرية الإسرائيلية العام الماضي سفنا عدة، من بينها سفينة "روح الإنسانية" التي دهمتها واعتقلت جميع من كانوا على متنها من ناشطين وإعلاميين لأكثر من ستة أيام. وتتوعد إسرائيل باعتراض القافلة الجديدة. وأقدمت إسرائيل العام الماضي على استهداف بعض السفن المشاركة في حملة الكرامة وما زالت تحتجز سفينتين من أسطولها. وتجري جهات دولية اتصالات سياسية وقضائية لاستعادة السفينتين المحجوزتين في إسرائيل.