بسبب مواقفه وتصريحاته المتضاربة، تحول الدكتور جابر نصار إلى لغز كبير لمرؤسيه فى جامعة القاهرة يفوق فى غموضه مصير امتحانات نصف العام الدراسى التى تواجه عقبات احتجاجات الطلاب والعاملين خلال الساعات المقبلة. نصار الذى أكد مرارًا تمسكه بمبدأ الشفافية والوضوح فى إدارة أعرق الجامعات المصرية بدا متخبطًا فى قرارته، ومواقفه خلال الساعات الماضية بدءًا من تعليماته الصادرة للكليات بتمكين الطلاب المفصولين على خلفية أحداث الشغب، وفى مقدمتهم المجموعة التى هاجمت مفتى الجمهورية السابق، من دخول امتحانات نصف العام أملًا فى تجنب محاولاتهم المستمرة لتعطيل الدراسة والامتحانات وانتهاءً بمخاطبته وزارتى الدفاع والداخلية ومحافظة الجيزة رسميًّا لتأمين منشآت الجامعة من الخارج ودخول الجامعة فى حالات الطوارئ رغم إعلانه الاعتراض بشكل واضح على ذلك فى أكثر من مناسبة.
رضوخ نصار لابتزازات طلاب الإخوان المسلمين وتراجعه عن قناعاته السابقة بشأن تدخلات الشرطة والجيش لم تحقق هدفه المنشود فى إرضاء الجميع على حساب استقرار الجامعة، حيث واصل طلاب الإخوان المسلمين استفزازاتهم وتهديداتهم للامتحانات، أمس، بمحاولات جديدة للاشتباك مع أمن الجامعة، وأكدت مصادر مطلعة بالجامعة تجاهل الجهات الأمنية خطابات نصار للاستعانة بها، والتزامها بما تم الاتفاق عليه سابقًا من التمركز بعيدًا عن محيط الجامعة بالقرب من مديرية أمن الجيزة بعد أن أثبتت التجربة نجاح ذلك فى منع أى مواجهات جديدة مع الشرطة بعد المواجهات التى أسفرت عن وفاة طالب وإصابة 3 آخرين بإصابات بالغة وتفويت الفرصة على طلاب الإخوان المسلمين أكثر من مرة لإشعال تلك المواجهات.
محاولات نصار إنهاء الخلاف الكبير بينه وبين الدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالى من جهة وخلافه مع أحد الأجهزة السيادية من جهة أخرى عن طريق تصريحات الاستعانة بالجيش والشرطة الصادرة عن متحدث الجامعة الرسمى أمس الدكتور عادل عبد الغفار أدت إلى تزايد السخط الطلابى ضده وانتقاد أعضاء مجموعة أساتذة «9 مارس» لتلك الخطابات، حيث اعتبرها الدكتور هانى الحسينى خطوةً غير موفقة تزيد الأمور تعقيدًا داخل الجامعة.
اجتماع نصار بعدد من ممثلى ائتلاف موظفى الجامعة لامتصاص غضبهم المتصاعد بسبب هجوم طلاب الإخوان المسلمين على أفراد الأمن الإدارى وإصابة معظم أفراد الفرقة لم ينجح كثيرًا فى احتواء غضب الموظفين، كذلك لم ينجح فى إزالة احتقان أفراد أمن الجامعة الذين شعروا بخذلان رئيس الجامعة لهم بعد سماحه بدخول الطلاب المفصولين للامتحانات وعدم إحالة أى من المتهمين بالاعتداء عليهم للتحقيق الداخلى داخل الجامعة، والاكتفاء بتحرير محضر شرطة ضدهم.
مجمع الجامعة الانتخابى انضم عدد من أعضائه إلى قائمة الساخطين على رئيس الجامعة، الذى لم يمر على انتخابه رئيسًا للجامعة سوى شهور معدودة، بسبب تراجعه عن كثير من تعهداته للمجمع الانتخابى، فضلا عن عودته إلى سياسة الاستعانة بالمستشارين التى سخر منها مرارًا فى لقاءاته بهم.