يبدو أن السيد البدوى يعشق اسم الدستور ومن هنا يسعى إلى السيطرة على أى شىء يحمل اسم الدستور.. من أجل المصالح الخاصة. .. فما أن قام السيد البدوى بشراء جريدة الدستور فى عام 2010 حتى قدمها وقتها هدية لنظام مبارك من أجل السعى للحصول على مقابل.
.. وقد فعلها الرجل.
.. ومع هذا حاول أن يقدم نفسه باعتباره ثوريا وضد نظام مبارك ونظام الإخوان.. بل إنه كان من قادة الثورتين.
.. ويحاول الرجل أن يعتبر عدم التزامه بقرار القوى السياسية والوطنية الحية فى المجتمع بمقاطعة انتخابات 2010 قرارًا ثوريا بعد انسحابه من الجولة الثانية بعد أن كشف الحزب الوطنى الفاسد ونظام مبارك عن تزويره الفاحش، والذى كانت تتوقعه القوى الوطنية ومن ثم كان موقفها المقاطعة لتعرية النظام.. لكن السيد البدوى أراد تغطية النظام!
.. ولم يتغير موقفه بعد ذلك سعيًا إلى المصالح رغم استضافته فى مقر حزب الوفد -الذى ورثه وحوله إلى عزبة خاصة- اجتماعات جبهة الإنقاذ وبات الرجل معارضًا للإخوان أو ادعى ذلك.. فى نفس الوقت الذى كان يمارس دور «العراب» بين المعارضة والإخوان.. حتى إنه ذهب قبل أيام من رحيل مرسى إلى الرئاسة ودون أن يعرف أحد من زملائه فى جبهة الإنقاذ.
إنما السعى إلى المصلحة الشخصية.. ولم يكن أبدًا سعيا إلى المصلحة العامة.
.. وهكذا حاول أن يكون أو يقدم نفسه قائدا لثورة 30 يونيو.
.. فجاء إلى لجنة الخمسين ممثلا لحزب الوفد الذى أهدر تاريخه.. وتبرأ كثيرًا من الاتجاه العلمانى داخل الحزب.. وذلك تقرّبًا وتحسّبا للتيارات الدينية وعلى رأسها الإخوان، «هكذا كان يقول البدوى دائمًا منذ استطاع الصعود إلى قمة الحزب.. ومحاولته إسكات أصوات المعارضة له».
.. وتخيل البدوى أن وجوده فى لجنة الخمسين بداية جديدة لغسل تاريخه.. ووراثته نفوذ الحزب الوطنى الذى تهاوى فى ثورة 25 يناير.. ونفوذ الإخوان الذى تهاوى فى ثورة 30 يونيو.. فهو يعتقد أنه الأحق الآن بأن يحل مكانهما وبدأ فى سعيه إلى ذلك.
.. وبالطبع سعيه كان فى دهاليز اللجنة ومحاولة السيطرة على البعض وتقديم نفسه بشكل آخر.
.. ولم يسعَ إلى الوجود فى الشارع مثلا لكى يستطيع أن يعبر عن أن لديه وجودا فى الشارع وتأثيرا لدى الجماهير.
.. وليس البدوى وحده الذى يفعل ذلك.
.. فما زالت الأحزاب ضعيفة ومهلهلة ومنقسمة داخليا.. وليس لها وجود فى الشارع ولم يكن لها أى دور فى الثورة.
.. ومع هذا يعتقد السيد البدوى أن دوره قد جاء وأن حزبه قوى.. ومعه بعض الأحزاب التى تدعى أيضا ذلك.. رغم أنهم يعرفون فى قرارة أنفسهم عكس ذلك تمامًا.
.. وبدأ السيد البدوى فى لجنة الخمسين العمل على تحقيق مطامحه أو قل مطامعه الشخصية -التى يعتقد أنها أصبحت سهلة بين يديه- بالعمل على عودة مجلس الشورى الفاسد -لا يهمه هنا فساد أو إسراف هذا المجلس- وساعده فى ذلك بعض الطامحين فى التعيين «الرئاسى» مقابل الولاء والموالسة والنفاق.. وبذلك يكون للبدوى حصة -كما يعتقد- سيحصل عليها تضاف إلى حصته فى البرلمان.
.. ومن هنا كان حربه على النظام الانتخابى الفردى الذى يراه الخبراء والمخلصين لهذا الوطن هو الأنسب فى هذه المرحلة، وذلك فى ظل غياب الأحزاب وضعفها وهلهلتها.. فضلا عن أن الأحزاب الجديدة لم تستطع حتى الآن تثبيت وجودها فى الشارع.. والتفاف الجماهير حولها.
لكن السيد البدوى يرى عكس ذلك.. ويرى أن الانتخابات بالقائمة هى الأفضل وفى مخيلته أنه سيحصل على الأغلبية فى تلك القوائم.
وللأسف استطاع البدوى التأثير على بعض أعضاء الخمسين ليدخلنا فى متاهات غريبة ومريبة فى نظام انتخابى أثبت فشله وهو النظام المختلط ما بين الفردى والقائمة.
.. ومع أن هذا تم رفضه من قبل فى اللجنة، إلا أن السيد البدوى يصر على «القائمة».. واستطاع أن يعيد مناقشته من جديد داخل اللجنة.. من أجل فرض مطامحه أو مطامعه.. وللأسف هناك من يستجيب.. ولا يهمهم هنا تلك المتاهات فى ذلك النظام فى عدد المقاعد وتقسيم الدوائر.. والعملية الانتخابية. ناهيك عن الفشل الذى تم تجربته من قبل فى نظام مبارك الاستبدادى.. ونظام الإخوان الفاشى.. المهم إرضاء السيد البدوى!
يا أيها الذين فى الخمسين.. اتقوا الله فى الشعب الذى ناضل من أجل الحرية والديمقراطية.. وليس من أجل السيد البدوى.