يبدو أن إصرار رئيس الوزراء الإيطالي سليفيو بيرلسكوني علي إثارة الجدل لن ينتهي بانتهاء 2009، بعد أن فاجأ الجميع قبل أيام بإعلان اصطحابه 8 لوحات للفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي خلال زيارته المقرر لها فبراير المقبل، لعرضها في الكنيست الإسرائيلي. ما يزيد من غرابة الأمر، إشارة صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إلي أن اللوحات المقرر اصطحابها ليست معروضة في إيطاليا وإنما محفوظة في قبو متحف ميلانو، وبذلك ستحصل إسرائيل حصريًا علي فرصة عرض تلك اللوحات الفنية في الكنيست، والمثير أن الحكومة الإيطالية أعلنت أنها ستتحمل تكاليف تأمين اللوحات التي تقدر كل منها بمئات الآلاف من الدولارات. بيرلسكوني لم يشارك في أي حدث شعبي في الفترة الأخيرة كما أنه ألغي رحلته لحضور قمة المناخ في كوبنهاجن وكذلك رحلته التي كانت مقررة لتركيا لكنه أكد حرصه علي إتمام زيارته لإسرائيل عبر البرقية التي أرسلها الكنيست الإسرائيلي والتي أكدوا فيها أن بيرلسكوني لا ينوي إلغاء الزيارة لاعتباره أن الخطاب المقرر في الكنيست «الأهم الذي يلقيه في حياته مثله مثل الخطاب الذي ألقاه في الكونجرس الأمريكي». يذكر أن بيرلسكوني كان نجماً مثير للجدل في الصحف الغربية خاصة البريطانية، بعد أن طاردته سلسلة من الفضائح الجنسية الخاصة بعلاقاته مع مراهقات، والتي كادت تشعل أزمة بينه وبين زوجته ثم تعرض لاعتداء من أحد المختلين. ويعد بيرلسكوني واحداً من رجال الأعمال البارزين في إيطاليا، فهو يرأس إمبراطورية مالية تضم العديد من المؤسسات الإعلامية والإعلانية وشركات التأمين والأغذية والبناء، بالإضافة إلي ملكيته نادي «إيه سي ميلان». قرر بيرلسكوني دخول السياسة سنة 1994، وأنشأ حزب «فورتسا إيطاليا» الذي فاز معه في الانتخابات التشريعية وتولي منصب رئيس الوزراء لكنه استقال وعاد مرة أخري رئيسًا للوزراء عام 2001 وكان بيرلسكوني من أقوي حلفاء الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وقد بعث بقوات إيطالية إلي العراق تتألف من 3000 رجل عقب احتلال الأخير، في يناير 2008 استقالت حكومة يسار الوسط بزعامة رومانو برودي إثر انهيار الائتلاف الحاكم وتقرر إجراء الانتخابات العامة في 13 أبريل 2008 أي قبل 3 سنوات من موعدها المقرر، في 13 أبريل 2008 أجريت الانتخابات العامة في إيطاليا وشارك فيها 158 حزبًا وكانت نتيجة الانتخابات فوز حزب بيرلسكوني بنسبة 47 بالمائة من مقاعد مجلس الشيوخ وبنسبة 46 بالمائة من مقاعد مجلس النواب وهكذا انتصر بيرلسكوني في الانتخابات العامة للمرة الثالثة وحصل علي رئاسة الحكومة الإيطالية رقم 62 منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.